تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النبي-صلى الله عليه وسلم- المأثور: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله)) سبحانه فلا يصلح الشؤون إلا هو سبحانه ((أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) لا تكلني إلى الحفظ ولا إلى الفهم ولا إلى الذكاء ولكن على الله {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} وقال الله في كتابه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أيام الاختبارات أيام صعبة وفيها هموم وغموم فالإنسان يُذهِب هذه الهموم والغموم بالاعتماد على الله-عز وجل- والتوكل على الله-سبحانه وتعالى- وحسن الظن بالله - عز وجل -.

الأمر الثالث:

ينبغي على طلاب العلم أن يتراحموا، وأن يكون بينهم ما ينبغي أن يكون بين طلاب العلم بالبعد عن الأنانية والبخل بالخير على إخوانه، فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه وإياك وما يسوله الشيطان ويقول: هذا مهمل وهذا متكاسل، لا، من الآن تعود على الإيثار، فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور، أعطه ملخصك وانصحه، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غداً، والذي فيه الأنانية اليوم فيه الأنانية غداً، فينبغي على طالب العلم أن يوطن نفسه على الإيثار وحب الخير للناس، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه والعلم رحم بين أهله، فإن احتاج أخوك إلى مساعدة إلى شرح مسألة فلا تبخل، فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه.

الأمر الرابع:

البعد عن المحرمات: الغش في الاختبار، كذلك من الأمور التي يحرم؛ لأن الغش في الاختبار يعتبر كبيرة من الكبائر ولاشك؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((من غشنا فليس منا)) ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة؛ لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة، بل قال بعض العلماء: يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه، ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش- والعياذ بالله- محق الله أقل ما يكون يمحق الله بركة ماله، ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة، ولو تاب؛ لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله.

الأمر الخامس الذي ينبه عليه:

تعظيم شعائر الله- عز وجل -، فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق وربما يقطعون أوراق القرآن والمصاحف، وربما يمتهنون بعض الكتب، بعض الطلاب-أصلحهم الله- يفعلون هذا، فينبغي التناصح في هذا الأمر، لا يجوز امتهان كتاب الله، ولا تمزيق أوراق المصحف، وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام، ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره؛ لأنه هو السبب، والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها ما نشأ عنها، فلذلك من يتسبب في امتهان كتبه وأوراقه بمجرد أن ينتهي من اختباره يرمي بها هنا وهناك أو يضعها في مكان تعبث بها الرياح، فهذا لا يجوز فينبغي التناصح في هذا الأمر.

كذلك - أيضاً - أوصي بوصية ينبغي التنبه لها:

وهي حقوق الأبناء في مثل هذه الأيام، فهي كلمة للآباء والأمهات أن يتقوا الله في الأبناء والبنات، فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم، وإعانتهم وتيسير الأمور لهم، وتقوية صلتهم بالله- عز وجل -، وغير ذلك من الأمور التي ينبغي أن يسديها الوالدان إلى الولد في مثل هذه الأمور أو مثل هذه المواقف، وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية، بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه، والله سائله عن ضبط ابنك للعلم؛ لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب، فينبغي شحذ همم الأبناء والبنات وإعانتهم ومراجعتهم وتيسير الأمور التي تعينهم على الخير وبلوغهم لأفضل الغايات لأن هذا من النصيحة، فإن من نصحك لولدك قيامك عليه على هذا الوجه الذي يرضي الله - عز وجل -.

والكلمة الأخيرة إلى من ابتلاه الله بالتدريس:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير