[مقولة: نعمة ونقمة .. هل هي صحيحة؟]
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[22 - 01 - 03, 09:33 ص]ـ
لم أجد أحد من العلماء فيما بحثت عن أمر قال فيه: نعمة ونقمة ...
إلا ما نقله القرطبي في تفسير .. المرسلات ... قال: وقيل: المراد بالمرسلات السحاب لما فيها من نعمة ونقمة.
مع أن مقولة: هذا صار نعمة ونقمة ..
مقولة متداولة كثيراً بين الناس ..
ثم هل مفهومها صحيح؟؟
ألا تدخل هذه الكلمة عند قولها في باب عدم الرضا والقناعة بما قدره الله وأنه يجب التسليم لأمره سبحانه؟؟
تفكر معي أخي فيها وأجبني.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[22 - 01 - 03, 10:27 ص]ـ
أخي أبا عبد العزيز
لم يتضح لي من سؤالك هل الإشكال عندك في الجمع بين اللفظين بمعنى: هل يمكن أن يكون الشيء نعمة ونقمة في نفس الوقت؟
أم الإشكال في لفظ (نقمة) وهل يجوز وصف شيء من أقضية الله تعالى لخلقه بأنه نقمة؟
على كل حال سواء أردت الأول أو الثاني فلا بأس بوصف الشيء الواحد بأنه نعمة ونقمة في نفس الوقت بمعنى أنه نعمة من وجه ونقمة من وجه، فكل نعمة يستعين بها صاحبها على معصية الله هي نقمة، وهذا لا يعارض مذهب السلف في الإيمان بالقدر في شيء، وذلك لأن المعصية هي من قدر الله (وأن تؤمن بالقدر خيره وشره) ولكن الرضا بها حرام من جهة فعل العبد لها، وليس من جهة خلق الله لها.
ولا بأس بوصف عقاب الله للظالمين والمصائب التي تحل بأعداء الله بأنها نقمة، قال تعالى (فانتقمنا منهم) وقال: (إنا من المجرمين منتقمون).
وأما إطلاق الإنسان (النقمة) على المصائب التي تحل به نفسه فلا ينبغي لما يشعر به من عدم الرضا، علما بأن الرضا بالمصائب مستحب ليس بواجب عند الجمهور وإنما الواجب الصبر، وأما المعايب فالرضا بها لا يجوز كما سبق، وعليه فيجوز وصفها بأنها نقمة سواء وقعت منه أو من غيره، والله أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[22 - 01 - 03, 10:36 ص]ـ
وهذه بعض الأحاديث التي ورد فيها لفظ (نقمة) في وصف بعض أقضية الله تعالى:
كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحويل عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك صحيح صحيح أبي داود 1367
خصال ست؛ ما من مسلم يموت في واحدة منهن؛ إلا كان ضامنا على الله أن يدخل الجنة، فذكر منها:- ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين، ولا يجر إليهم سخطا ولا نقمة. صحيح لغيره صحيح الترغيب 2739
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس والهمس في قول بعضهم تحرك شفتيه كأنه يتكلم فقيل له إنك يا رسول الله إذا صليت العصر همست قال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم وبين أن أسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا صحيح صحيح الترمذي 2660
إن الله تعالى إذا أنزل سطوته على أهل نقمته، فوافت آجال قوم صالحين، فأهلكو بهلاكهم، ثم يبعثون على نياتهم و أعمالهم صحيح صحيح الجامع 1710