تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تَبَارِيح (3): هَلاَّ أخْبَرْتَنِي يا (ابنَ بَازٍ) بِمَا وَقَرَ فِي قَلْبِك؟!

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[15 - 01 - 08, 06:30 م]ـ

الحَمْدُ للهِ وحدَه .. لستُ طُرقيّاً قُبُورياً؛ فأخاطبُك - يا علاَّمةَ زمانِك - أو أستغيثُ بك! إنِّما أنا طالبُ سُنَّةٍ لمْ ينقضِ عَجَبُه .. ولمْ يعْتلِ أَدَبُه؛ فأصدِّق كَثيراً مما يُقال عنك يا شَيْخَ شُيُوخنا! أحقّاً ما سمعتُهُ، وقرأتُه؟! فالأسانيدُ صحيحةٌ نظيفةٌ .. والمتونُ - باديَ الرأي - مُسْتَغربَةٌ - استغربَها ضَعْفُنا -؛ فلمَّا علمنا - يقيناً - أنَّ للهِ عباداً أَلِبَّاءَ في كلِّ زمنٍ - وإن تأخر -، ومن أمَّةِ رسول اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طائفةٌ منصورةٌ - وإن عمَّ الفسادُ وبالناسِ تدثَّر - .. لمْ أصنعْ شيئاً سوى أنْ سلَّمتُ بأنَّه حقٌ - خاصَّةً وأنَّ لك طلاباً ثقاتٍ في المنتدى وغيره -! ليستُ قائلاً - بعدَ موتِك -: من للمساكين؟ من للفقراء؟ ............ فهولاء لهمُ الله! لكنّني أقول - كما قيل -: كفيفٌ وأبصرَ جِسْرَ النَّجاة ** وكمْ من بَصيرٍ أضاعَ الجُسُور؟!

أيا علاَّمةَ الزَّمان:هلاَّ أخْبَرْتنا بما وقَرَ في قَلْبك؟! هلاَّ ذكرتَ لنا شيئاً مما جال في فُؤادك؟! فلستُ - واللهِ - أشُكُّ أنَّ لله بكم عنايةً يومَ حياتك؛ فاللهَ أسألُ أنْ يرفعُ مَنْزِلَتك مع من أحببتَ من النبيِّين، والصدِّيقين، والشُّهداء، والصالحين، وحَسُنَ أؤلئك رفيقاً .. لا ينقضي عجبي من مواقفَ أبكتْك .. ومآسٍ أحرقَتْك .. وبشائرَ أفرحتْك ..... بل لا ينقضي عجبي منك! لئنْ رأيتُك - شيخَ شُيُوخنا - لأُخْبِرنَّك بِطُلاَّبٍ أتواْ بعدَك - ولستُ أنزِّه نفسي من أن أكونَ أحدَهم - .. حفظوا كثيراً؛ بل وقفوا على أشياء لمْ تقفْ عليها! لكنْ فاتنا شعُورٌ مما أدْرَكت .. وفقهٌ مما دقَّقت .. وصلاحٌ مما حقَّقت .. وهلْ يُرادُ مِن العِلْم إلاَّ ما وصلتَ إليه؟! فللهِ أنت! ما أنقى قلبك .. وما أبقى ذكرك! فو اللهِ إنّني لأكتبَ - الآنَ -، والحروف تسبقني، ولا أتأمَّلُ كثيراً مما أكتب؛ ولن أعودَ إليه؛ لأجمِّله حذلقةً؛ فالمضمونُ آكد .. وإن خانتني الأحرف! وواللهِ وتالله وبالله؛ لستُ متعصباً لكم، ولا أحصرُ الحقَّ في فتاويكم .. لكنَّني - كما قلتُ سلفاً -: لا ينقضي عجبي من أدبكم العميق، وقلبكم الرقيق .. فـ[أنتَ حبرٌ بحرٌ ورحبٌ وربحٌ ** كيفَ قَلَّبْتُها إليكَ تَؤؤلُ أنتَ - واللهِ - مُسْبِلٌ ثِيَابَ الـ ** جُودِ حِلٌّ ثيابها إذْ تطولُ أنا لا أكتبُ القصيدَ أُطْرِيكَ مَدْحاً ** أنتَ أعلى - واللهِ - مما أقولُ] سُبْحانَ من جمعَ القُلُوب على حُبّك .. ولمْ يُخالفْ - في حبِّك لا اختياراتك - إلاَّ مَنْ شَذَّ! ليسَ عندي مزيدُ قَولٍ أقولُه .. لكنني عَلِمَ اللهُ أنني أتعبَّدُ اللهَ بحبِّك .. رحمكَ اللهُ رحمةً واسعةً .. وأسكنك فسيحَ الجنَّات! ويا قارئَ هذهِ الأحرف، أحسن الظنَّ بكاتبه؛ وإذا أشكلَ متشابهٌ مما قلتُ؛ فَردّه إلى محكمِ قولي! مُحِبُّك / خليلُ الفوائد.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[15 - 01 - 08, 06:58 م]ـ

وإنْ أنْسى؛ فلن أنسى دَمَعاتِ أمِّي (العَجوز) يومَ خَبَرِ وفاتِه .. هل ماتَ أبي؟ هلْ ماتَ أحدُ إخوتي؟ .. فقلتُ لأمي: أيهما أحبُّ إليك: ألشيخ أم أنا؟

فقالت - حفظها الله -: إن شئتَ الحقَّ؛ فهو أحبُّ إليَّ!

ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 01 - 08, 07:11 م]ـ

بارك الله فيك أخي الحبيب / خليل الفوائد، وجليل الفوائد، وجميل الفوائد.

أسأل الله أن يرحم الشيخ / ابن باز رحمة واسعة، وأن يجمعنا وإياه ووالدينا وعلمائنا ومن نحب في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 08:09 م]ـ

لله أبوك يا خليل الفائدة , ما أعذب كلماتك وما أروع أدبك , وسمحك الله على ما نكات من غائر الجراح , بتهييجك الأحزان بهذه الكلمات التي تستلُّ من ألسنتنا اللهج والضراعة إلى الله أن يغفر لإمام أهل السنة بن باز رحمة الله عليه ورضوانُه.

يقول العلاَّمة محمد المختار الشنقيطي حفظه الله:

ومن مثل الشيخ بن باز.؟؟

إن كان ليأتيه الخبر عن داعية ضلالة اهتدى إلى الحق ورجع إليه فيندفع الشيخ يبكي فرحاً وكان التائب أحد أبنائه.!!!

ويقول الشيخ عبد الله بن (الإمام) محمد الأمين الشنقيطي:

كلما زرت الشيخ بن باز أخرج وأنا أرى الرجال في عيني أصغر من الذرِّ.!

بل يقول: ربما انطلق من لساني الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأنا لا أشعر , ولم أكن أفكر فيه رحمه الله.!!!

ـ[وائل عاشور]ــــــــ[15 - 01 - 08, 08:31 م]ـ

ما أجمل العلم حين يتحلّى بحلة الأدب،

جزاك الله خيرا

ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - 01 - 08, 08:36 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم خليل الفوائد

ورحم الله ذاك الإمام الهُمام الذي عزّ نظيره وندر مثيله

وأدعو الله أن يخلف علينا أمثاله من العلماء الربانيين الذي يَحْيَوْن لله ويعيشون هموم أمّتهم ويسعون لانتشالهم من الوهدة السحيقة التي هَوَوْا إلى قعرها

لكِ الله يا أمةً قلّ فيكِ أمثالُه وأمثال محمد النصيف رحمه الله

لقد أتعبا من جاء بعدهما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير