للأسف يا أم حنان فإن هذا الأمر واقع في هذا الزمان فكم من امرأة متبرجة في الشارع و كم من رجل لا يصلي في الشارع و كم و كموكم من كافر يهتدي كل يوم في شتى بقاع الأرض بسبب دعوة داعية؟! وكم من مسلم عاص يرعوي عما يقارفه من الموبقات بسبب شريط؟!! وكم وكم وكم ... !! لا تكن متشائماً .. فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم!
يا أخي .. اُخْلُ وخَالِطْ .. وكل له وقته!! فلا يلزم أن تعتزل الناس في كل حين .. كما لا يشترط أن تخالطهم 24 ساعة في اليوم!!
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 01 - 08, 03:58 ص]ـ
شيخ الإسلام رحمه الله يفتيك: إضافة من موضوع سابق:
أخي أبا عبادة, تأمل هذا من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلعلك تجد فيه الإجابة: (وَقَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ الْأَفْضَلُ لِلسَّالِكِ الْعُزْلَةُ أَوْ الْخُلْطَةُ؟ فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَإِنْ كَانَ النَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا؟ إمَّا نِزَاعًا كُلِّيًّا وَإِمَّا حَالِيًّا. فَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ: أَنَّ الْخُلْطَةَ تَارَةً تَكُونُ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ قَدْ يَكُونُ مَأْمُورًا بِالْمُخَالَطَةِ تَارَةً وَبِالِانْفِرَادِ تَارَةً. وَجِمَاعُ ذَلِكَ: أَنَّ الْمُخَالَطَةَ إنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى فَهِيَ مَأْمُورٌ بِهَا وَإِنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فَهِيَ مَنْهِيٌّ عَنْهَا فَالِاخْتِلَاطُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي جِنْسِ الْعِبَادَاتِ: كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَصَلَاةِ الْكُسُوفِ وَالِاسْتِسْقَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ هُوَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ. وَكَذَلِكَ الِاخْتِلَاطُ بِهِمْ فِي الْحَجِّ وَفِي غَزْوِ الْكُفَّارِ وَالْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ وَإِنْ كَانَ أَئِمَّةُ ذَلِكَ فُجَّارًا وَإِنْ كَانَ فِي تِلْكَ الْجَمَاعَاتِ فُجَّارٌ وَكَذَلِكَ الِاجْتِمَاعُ الَّذِي يَزْدَادُ الْعَبْدُ بِهِ إيمَانًا: إمَّا لِانْتِفَاعِهِ بِهِ وَإِمَّا لِنَفْعِهِ لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ أَوْقَاتٍ يَنْفَرِدُ بِهَا بِنَفْسِهِ فِي دُعَائِهِ وَذِكْرِهِ وَصَلَاتِهِ وَتَفَكُّرِهِ وَمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ وَإِصْلَاحِ قَلْبِهِ وَمَا يَخْتَصُّ بِهِ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ فَهَذِهِ يَحْتَاجُ فِيهَا إلَى انْفِرَادِهِ بِنَفْسِهِ؛ إمَّا فِي بَيْتِهِ، كَمَا قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهَا بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِمَّا فِي غَيْرِ بَيْتِهِ. فَاخْتِيَارُ الْمُخَالَطَةِ مُطْلَقًا خَطَأٌ وَاخْتِيَارُ الِانْفِرَادِ مُطْلَقًا خَطَأٌ. وَأَمَّا مِقْدَارُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ كُلُّ إنْسَانٍ مِنْ هَذَا وَهَذَا وَمَا هُوَ الْأَصْلَحُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَهَذَا يَحْتَاجُ إلَى نَظَرٍ خَاصٍّ كَمَا تَقَدَّمَ).وفقك الله لكل خير, آمين.
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[19 - 01 - 08, 04:32 ص]ـ
بل الخلطة في هذا الزمن من آكاد الواجبات،
سبحان الله. قد ضيقت واسعا أخي العزيز.
أولاً من باب رفض العزلة أقول لك: والله الذي لا إله غيره اشتقتُ إليك
وأنا مع أبي عائش في قوله، فأنا لا أتخيل بلدة اعتزلها أهل الحق والخير، ووالله لو حدث هذا لكان عليهم وزر ذلك
وكثيرًا ما نقرأ عن بعض السلف كلامًا في ذم الخلطة وضيقهم من أهل أزمانهم، ومع ذلك صبروا على أذاهم وتصدروا للدعوة ولتعليم الناس
ولكن لا بد من ضوابط؛ لأن كثرة الخلطة، وإن كانت في الخير توجد وحشة في النفس
والضابط والله أعلم ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله
والإمام ابن الجوزي رحمه الله له خاطرة رائقة، كتبها عندما زينت له نفسه اعتزال الناس، فيقول رحمه الله:
((ما زالت نفسي تنازعني بما يوجبه مجلس الوعظ وتوبة التائبين ورؤية الزاهدين إلى الزهد والانقطاع عن الخلق و الانفراد بالآخرة
فتأملت ذلك فوجدت عمومه من الشيطان فإن الشيطان يرى أنه لا يخلو لي مجلس من خلق لا يحصون يبكون، ويندبون على ذنوبهم، ويقوم في الغالب جماعة يتوبون و يقطعون شعور الصبا
¥