تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "]

ـ[ابوسليمان فلسطين]ــــــــ[19 - 01 - 08, 09:01 ص]ـ

مع الحديث الشريف

[" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "]

(رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم) 1

بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي

ما حكم تارك الصلاة؟!

هل هو كافر؟! هل هناك عذر في الإسلام لتارك الصلاة؟! هل تسقط الصلاة عن المريض مهما اشتد مرضه؟! هل تسقط عن الخائف مهما اشتد خوفه؟! هل تسقط عن المقاتل؟!

هل في الإسلام بعد الشهادتين شعيرة أهم من الصلاة؟! هل حدث أن أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد بترك الصلاة؟! كلا! لم يحدث هذا أبداً، ولا كان في الإسلام شعيرة أهم من الصلاة.

فقد يُعفَى المريض من الصيام، والمسافر كذلك يرخص له بالفطر والقضاء. والحج هو لمن استطاع إليه سبيلاً، والزكاة تفرض على الأغنياء لتعطى إلى الفقراء والمساكين، ولتنفق في أبوابها المشروعة.

كل الشعائر قد يعذر المسلم في حالة من حالاته فتسقط عنه أو يرخص له بتركها مع القضاء أو بغير قضاء! إلا الصلاة، فإنها لا تسقط عن المسلم أبداً في

أي حالة من حالاته، وأكثر ما هنالك أنه يرخص في قصرها للمسافر.

فما حكم تارك الصلاة؟

لقد جاءت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصلة حاسمة. ولكن الفقهاء اختلفوا بعد ذلك كما سنبين بعد قليل. وواقع المسلمين اليوم واقع مظلم في هوان وذلة وشتات. فنرى أن يُرَدَّ ذلك كله إلى الكتاب والسنة لنصل إلى تصور أقرب للتقوى بإذن الله. ومن أجل ذلك نرى أنه لا بد من دراسة الخطوات التالية:

1ـ ماهي منزلة الصلاة في الإسلام وما أثرها في حياة المسلم والأمة

كلها؟!

2ـ جمع بعض ما ورد في الكتاب والسنة عن تارك الصلاة.

3ـ دراسة آراء الفقهاء وردها إلى الكتاب والسنة.

4ـ دراسة واقع المسلمين اليوم وواقع تاركي الصلاة ورد ذلك إلى منهاج الله.

1ـ منزلة الصلاة في الإسلام وأثرها في حياة المسلم والأمة:

للصلاة منزلة عظيمة جداً في دين الله، لا تكاد تعدلها منزلة أي شعيرة أخرى. فقد فرض الله الصلاة على جميع المؤمنين أصحاب الرسل كلهم، حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من الإيمان والإسلام والدين، ومن العبادة كلها:

(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) [البينة: 5]

(وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) [مريم: 31]

(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين) [يونس: 87]

وترتبط الصلاة بالإيمان بالغيب والإنفاق:

(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) [البقرة: 3]

وترتبط بالصبر والخشوع وبسائر الشعائر:

(واستعينوا بالصبر والصلاة وإِنها لكبيرة إلاَّ على الخاشعين) [البقرة: 45]

(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43]

وإنها صفة ملازمة للمؤمنين:

(قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون) [المؤمنون: 1،2]

(والذين هم على صلواتهم يحافظون) [المؤمنون: 9]

(كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون) [الذاريات: 17، 18]

(وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) [الأنعام: 92]

(الذين هم على صلاتهم دائمون) [المعارج: 23]

(والذين هم على صلاتهم يُحافظون) [المعارج: 34]

وللصلاة أثر كبير في حياة الإنسان. فبالإضافة لما ذكر أعلاه فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر:

(اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) [العنكبوت: 45]

والصلاة شعيرة رئيسة للعبادة يقوم بها الإنسان المؤمن والطير ومخلوقات كثيرة، وكل ما في السموات والأرض يسبح بحمده:

(ألم تر أن الله يُسبح له من في السموات والأرض والطير صافاتٍ كُل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) [النور: 41]

وكانت محور دعاء إبراهيم عليه السلام:

(ربّ اجعلني مُقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) [إبراهيم: 40]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير