تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصية عالم!!]

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[22 - 01 - 08, 07:18 م]ـ

أحمد مفتي زاده

جاء في كتاب تتمة "الأعلام للزركلي" لمحمد خير رمضان يوسف 1/ 64:

ـ أحمد مفتي زاده (1352ـ1413هـ = 1933 ـ1993م) الزعيم الإسلامي السُّنِّي في إيران.

الشيخ، الفقيه، العالم، الداعية، العَلَم.

ولد في عائلة عريقة في الدين. وكان والده وعمّه من أكابر علماء كردستان إيران.

أنشأَ محضنًا للجيل المسلم باسم ((مكتب القرآن))، فالتفَّ حوله شباب منطقة كرد ستان، وعموم شباب إيران من أهل السنة والجماعة.

أسس مجلس شورى أهل السنة والجماعة ((شمس)).

اشتُهر بمنحاه السلفي. ونجح في توضيح أن أهل السنة في إيران ليسوا فقط من الأكراد (4 ملايين) وإنما هناك مليونان في خراسان ومثلهم في البلوشي، إضافة إلى التركمان الذين يقيمون على حدود الجمهوريات الإسلامية شرق بحر قزوين، وكذلك قوم طوالش الذين يقطنون الحدود الشمالية الغربية من الجمهوريات الإسلامية. كما يوجد في الجنوب على امتداد ساحل الخليج قوم مخلَّطون من الفرس والعرب، وهؤلاء من أهل السنة والجماعة (في حدود المليون) ويمثل هؤلاء جميعًا ما يقرب من ثلث سكان إيران.

وهو من المتبحرين في العلوم الشرعية، يتميز بسلوك إسلامي مترفّع عن الترف والاستكبار والعلو في الأرض، ساهم وإخوانه في الثورة على الحكم الإمبراطوري، وكرّس جهوده لدعم الثورة بتوعية (بتبصرة) أهل السنة والنهوض بهم لمسايرة إخوانهم الشيعة! في وجه الطغاة، وساهموا في الثورة مساهمة فعّالة، وقدّموا في سبيل ذلك قافلة من الشهداء من خيرة أبنائهم، وكانت الوعود المقدمة إليهم بأن عهد الفرقة والظلم قد ولّى واقترب عهد الفوز والسعادة، ولكن نُبِذَت العهود وراء الظهور، وزُجَّ بمفتي زاده وأتباعه في السجن أواخر عام (1402هـ).

بعد أن أُدخلَ السجن حُكِمَ عليه بالسجن خمس سنين، وقد تعرّض خلال سجنه لأقصى أنواع التعذيب النفسي والبدني، فمرّت عليه الشهور والشهور في زنازين مظلمة لا يدخلها شعاع الشمس، وحُجِزَ لأربعة أشهر متوالية في دورة المياه!، ثم تُرِك يُقاسي آلام مرضه دون تخفيف أو معالجة، حتى أصبح لا يستطيع أن يحرّك يديه ليتيمّم للصلاة، وحتى قال فيه الأطباء إنه على مقربة من الموت ...

ومضت السنون الخمس، وتوقع الذين يحسنون الظن أن يُفرج عنه، لكن ذلك لم يحدث، لقد طلبوا منه أن يوقع مكتوبًا يلزمه بأن لا يعود لمثل ما كان عليه، وأبى الداعية العزيز ذلك، وهو الذي اتصف بالاستقامة والتمسك بالحق، ورفض التخلي عن الحق طالبًا للنجاة بنفسه.

وأخيرًا .. فقد أفرج عنه بعد قضاء عشر سنوات في السجن، وكان قد اشتدَّ عليه المرض، وأصيب بالعمى، حتى توفّاه الله.

وكانت آخر وصاياه: (أوصيكم ألاّ تخافوا إلاّ الله).انتهى (1)

(1) المراجع: المسلمون عدد 423 (19/ 9/1413هـ)، المجتمع 921 (17/ 11/1409هـ) ص20، وعدد 1039 ص43، وعدد 1044 ص38، وعدد1088 ص40، كردستان المجاهدة عدد 4 (1994م) ص9.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير