وصح عن ابن مسعود، وابن عباس: (من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه فهو مجنون).
وقال ابن شبرمة: سمعت الشعبي إذا سئل عن مسألة شديدة قال: " رب ذات وبر لا تنقاد، ولا تنساق! ولو سئل عنها الصحابة لعضلت بهم! ".
وقال أبو حصين الأسدي: " إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر!! ".
وقال ابن سيرين: " لأن يموت الرجل جاهلا، خير له من أن يقول ما لا يعلم ".
وقال القاسم: " من إكرام الرجل نفسه، أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه ".
وقال: " يا أهل العراق!، والله لا نعلم كثيرا مما تسألوننا عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلا إلا أن يعلم ما فرض الله عليه، خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم ".
وقال مالك: " من فقه العالم أن يقول لا أعلم، فإنه عسى أن يتهيأ له الخير ".
وقال: " سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري، حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه! ".
وقال الشعبي: " لا أدري نصف العلم ".
وقال ابن جبير: " ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم ".
وقال الشافعي: سمعت مالكا يقول: سمعت ابن عجلان يقول: " إذا أغفل العالم لا أدري، أُصِيبت مقاتلُهُ ".
وذكره ابن عجلان عن ابن عباس.
وقال عبد الرحمن بن مهدي:
" جاء رجل إلى مالك فسأله عن شيء، فمكث أياما ما يجيبه، فقال: يا أبا عبد الله، إني أريد الخروج، فأطرق طويلا، ورفع رأسه فقال: ما شاء الله، يا هذا: إني أتكلم فيما أحتسب فيه الخير، ولست أحسن مسألتك هذه ".
وقال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: " العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق ".
قال: وكان يقال: " التأني من الله، والعجلة من الشيطان ".
وهذا الكلام قد رواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس أن رسول الله ص – قال: ((التأني من الله والعجلة من الشيطان)). وإسناده جيد.
وقال ابن المنكدر: " العالم بين الله وبين خلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم! ".
وقال ابن وهب: قال لي مالك - وهو ينكر كثرة الجواب في المسائل -: " يا عبد الله: ما عملت فقل، وإياك أن تقلد الناس قلادة سوء ".
وقال مالك: حدثني ربيعة قال: قال لي أبو خلدة - وكان نعم القاضي -: " يا ربيعة: أراك تفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك، فلا يكن همك أن تتخلص مما سألك عنه ".
وكان ابن المسيب لا يكاد يفتي إلا قال: " اللهم سلمني وسلم مني!! "].