فلا بد من وجود الدافع الديني عند قائدي السيارات؛ للالتزام باحكام المرور، واحتساب الاجر عند الله تعالى، والذي يعد المكافاة الحقيقية للملتزمين باحكام المرور، في حين ان الانظمة المرورية مهما استطاعت ان تعاقب المسيء، فانها لا تستطيع مكافاة المحسن.
اهداف البحث:
1 - تقرير مبدأ اباحة قيادة السيارة، متى ما توافرت الضوابط الشرعية.
2 - ذكر الضوابط الشرعية الواجب توافرها لاباحة قيادة السيارة.
3 - تحديد مدى مسؤولية السائق بما يحدث بسيارته من اضرار.
4 - بيان الاداب الشرعية لقيادة السيارة.
هذا، ولا اعلم من افرد بحثا للاحكام الشرعية لسائق السيارة بالصورة التي تناولتها، رغم حاجات المجتمعات إلى مثل ذلك، بل ان كثيرا من السائقين لا يعرفون هذه القواعد والاداب المستمدة من شريعتنا السمحاء.
اهمية البحث:
لا يخفى مدى حاجة المجتمعات اليوم إلى بيان الاحكام الشرعية، والاداب التي يجب على قائد السيارة التحلي بها، وذلك لاسباب كثيرة منها ما يلي:
1 - لقد اصبحت السيارات من اهم وسائل النقل في كثير من المجتمعات الاسلامية، باستثناء بعض الدول الفقيرة.
2 - كثرة الحوادث والمشكلات التي نتجت عن قيادة السيارة.
3 - عدم علم كثير من السائقين باحكام قيادة السيارة، وادابها.
منهج البحث:
لقد سرت في هذا المبحث وفق المنهج التالي:
1 - بيان المراد من البحث، بتوضيح الكلمات الواردة في العنوان لغة، واصطلاحا وذكر اهداف البحث، ومدى اهميته، وخطته.
2 - ذكر المسائل الفقهية، وتأصيلها من الناحية الشرعية.
3 - ذكر الاقوال الفقهية في المسائل المختلف فيها.
4 - بيان موقف القانون الكويتي من المسائل.
5 - عزو الايات إلى سورها، وذكر رقم السورة.
6 - تخريج الاحاديث الواردة في البحث.
7 - بيان معاني الكلمات الغريبة في البحث.
8 - وضع فهرست لمصادر البحث ومراجعه.
خطة البحث:
سنتناول في هذا الموضوع بيان القواعد والاداب الشرعية لسائق السيارة ونقارنها بالقوانين الكويتية، في فصل واحد وهو: الاحكام والاداب الشرعية لقيادة السيارة في الفقه الاسلامي والقانون الوضعي، وقد قسمت هذا الفصل إلى مبحثين، يسبقهما مبحث تمهيدي.
المبحث الاول: القواعد الشرعية لقيادة السيارة
المبحث الثاني: الاداب الشرعية لقيادة السيارة
سائلين الله عز وجل ان ينفع به، وأن يوفقنا وجميع المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه.
المبحث التمهيدي
سنتناول في هذا المبحث بيان مفهوم الاحكام والاداب الشرعية لسائق السيارة، وحكم قيادة السيارة، وذلك على النحو التالي:
المطلب الاول
مفهوم الاحكام والاداب الشرعية لسائق السيارة واهميتها
سنتناول في هذا المطلب مفهوم الاحكام، والاداب، والمقصود بالشريعة، والسائق، وذلك على الوجه التالي:
الاحكام لغة: جمع حكم، وهو المنع، ومنه القضاء والفصل، يقال: حكمت عليه بكذا، إذا منعته من خلافه، فلم يقدر على الخروج منه، ومنه قوله تعالى: "انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله"، وقوله تعالى: "يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق".
والحكم اصطلاحا: هو خطاب الله، المتعلق بافعال المكلفين، بالاقتضاء، أو التخيير، أو الوضع.
ومعنى الخطاب، هو توجيه اللفظ المفيد إلى الغير، المتعلق بافعال المكلفين، اي: المرتبط بفعل من افعال المكلف، وبذلك تخرج الاحكام العقائدية، والمكلف هو البالغ العاقل غير الملجأ الذي يفهم الخطاب، ولم يحل دون تكليفه اي حائل، والاقتضاء هو الطلب، والطلب قسمان: طلب فعل، وطلب ترك، وكل واحد منهما ينقسم إلى قسمين: جازم، وغير جازم، والمقصود بالتخيير الاباحة.
واما تعريف الاداب، فالاداب لغة: جمع ادب، ويقال: ادب النفس والدرس، وتقول فيه ادب الرجل بالضم، فهو اديب، وادبته فتأدب، وابن فلان قد استأدب، في معنى تأدب، والادب: رياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي، وجملة ما ينبغي لذي الصناعة أو الفن ان يتمسك به، كادب القاضي، وادب الكاتب.
والادب اصطلاحا: هو السلوك الذي ينبغي التقيد به.
والشرعية لغة: مأخوذة من الشرع، والشرع: البيان والاظهار، وشرع الله كذا، اي جعله طريقا ومذهبا، وقد شرع لهم يشرع شرعا، اي: سنَّ، والشريعة اصطلاحا: هي ما شرعه الله لعباده من الدين وامر به
¥