تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللهم لا. فلا معنى إذاً لما نقلته عن شيخ الإسلام لأنه خرج عن موضوعنا.

فكلام ابن حزم (الذي نقلته أنا أعلاه)، يرتكز على تفضيل أمهات المؤمنين على سائر الصحابة لأنهن صحابيات من أقرب الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وفوق ذلك فإنهن أمهات المؤمنين بنص القرآن. فأوجب الله لهن حق الأمومة وحق الصحبة.

ثم ذهب ابن حزم إلى تفضيل أمهات المؤمنين على بنات النبي صلى الله عليه وسلم، بنص قاطع من القرآن لا ريب فيه. ولا أظنك تناقشني في هذه المسألة. وإنما تنازعني في تفضيل أمنا عائشة على أبيها.

وقد أخرج مسلم في صحيحه: عَنْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: «أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟». قَال: َ «عَائِشَةُ». قُلْتُ: «مِنَ الرِّجَالِ». قَالَ «أَبُوهَا». أي أبي بكر الصديق. قُلْتُ: «ثُمَّ مَنْ؟». قَالَ: «عُمَرُ».

فعندما سأله عن الناس (أي يدخل فيهم النساء والرجال) فأجاب عائشة. فلما حصر الأمر بالرجال قال أبوها. وهذا نص صريح في تفضيل أمنا عائشة على أبيها رضي الله عنهما. وحاشى الله نبينا عليه الصلاة والسلام أن يحب إلا في الله. وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

قال أبو محمد: وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على ما ينكح له من النساء فذكر الحسب والمال والجمال والدين ونهي صلى الله عليه وسلم عن كل ذلك بقوله فعليك بذات الدين تربت يداك فمن المحال الممتنع أن يكون يحض على نكاح النساء واختيارهن للدين فقط ثم يكون هو عليه السلام يخالف ذلك فيحب عائشة لغير الدين.

أما إثبات نبوة النساء فقد أثبت ذلك هنا: http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2884

فإن سلّمت بذلك لم يكن لابن تيمية اعتراض بحديث: {كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ; وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ إمَّا اثْنَتَانِ أَوْ أَرْبَعٌ}.

قال أبو محمد: فإن اعترض معترض بقول النبي صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وامرأة فرعون فإن هذا الكمال إنما هو الرسالة والنبوة التي انفرد بها الرجال وشاركهم بعض النساء في النبوة وقد يتفاضلون أيضاً فيها فيكون بعض الأنبياء أكمل من بعض ويكون بعض الرسل أكمل من بعض قال الله عز وجل " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات " فإنما ذكر في هذا الخبر من بلغ غاية الكمال في طبقته ولم يتقدمه منهم أحد وبالله تعالى التوفيق.

أما حديث {لَوْ كُنْت مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاِتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا} فإن زوج المرء تعبر لغة وشرعاً خليلته!

أما عن قول علي خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ. فهذا لما فضله شيعته على هؤلاء فأخبرهم أنهما أفضل منه. فظهر أن مقصوده الراجال الصالحين للخلافة.

وقد روى محمد بن جرير الطبري أن علي بن أبي طالب بعث عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى الكوفة إذ خرجت أم المؤمنين إلى البصرة فلما أتياها اجتمع إليهما الناس في المسجد فخطبهم عمار وذكر لهم خروج عائشة أم المؤمنين إلى البصرة ثم قال لهم إني أقول لكم ووالله إني لأعلم أنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة كما هي زوجته في الدنيا ولكن الله ابتلاكم بها لتطيعوها أو لتطيعوه فقال له مسروق أو أبو الأسود يا أبا اليقظان فنحن مع من شهدت له بالجنة دون من لم تشهد له فسكت عمار و قال له الحسن اعن نفسك عنا.

قال ابن حزم: فهذا عمار والحسن وكل من حضر من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين والكوفة يؤمئذٍ مملؤة منهم يسمعون تفضيل عائشة على علي وهو عند عمار والحسن أفضل من أبي بكر وعمر فلا ينكرون ذلك ولا يعترضونه أحوج ما كانوا إلى إنكاره فصح أنهم متفقون على أنها وأزواجه عليه السلام أفضل من كل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام. ومما نبين أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقل وليتكم ولست بخيركم إلا محقاً صادقاً لا تواضعاً يقول فيه الباطل وحاشا له من ذلك.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 09 - 02, 07:13 ص]ـ

بقي السؤال: من أفضل أمنا عائشة أم أمنا خديجة؟

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 03 - 03, 07:47 ص]ـ

الصواب كما رجح ابن تيمية وابن القيم التوقف في التفضيل بين خديجة وعائشة رضي الله عنهما لتكافئ الأدلة. والله أعلم.

ـ[البدر المنير]ــــــــ[25 - 03 - 03, 08:49 م]ـ

اللهم ارزقنا العلم النافع

اللهم ارزقنا العلم النافع

اللهم ارزقنا العلم النافع

ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[27 - 03 - 03, 02:10 ص]ـ

الأخ الفاضل محمد الأمين، جزاك الله خيرا على بحثك، وإني كنت قرأت في أكثر من كتاب الخلاف بين أئمتنا رحمهم الله تعالى، في التفضيل بين أمنا عائشة وخديجة ومريم وآسية والزهراء ـ عليهم السلام والرضوان ـ،

والسؤال هل سبق الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ أحد في تفضيل أمهات المؤمنين على بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وعليهن وسلم ـ؟

فالأحاديث في تفضيل الزهراء على نساء العالمين في الدنيا والآخرة كثيرة بين صحيح وحسن وضعيف، ولا يخفى عليك حديث الشيخين: (أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين)، وذهب إلى أفضليتها على النساء كافة جمع كثير من الأئمة، حتى أن البعض حكى الإجماع عليه، وانظر مثلا إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب للإمام المناوي ـ رحمه الله ـ، فمن باب أولى غير خديجة وعائشة من أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ، وأما الآية التي استدل بها ابن حزم ـ رحمه الله ـ، فلا تدل على أفضليتهن ـ رضي الله عليهن ـ على جميع نساء العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير