تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السلام هو التحية التي شرعها الله تبارك وتعالى لعباده، فإذا لقي المسلمُ المسلمَ يستحب ان يلقي السلام، ويسلم الماشي على الواقف، والقليل على الكثير.

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير".

وعن عبد الله بن عمرو بن العاصر- رضي الله عنهما- ان رجلا سال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحأبوا، أولا أدلكم على شيء ان فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم"

وقد روى عن عبدا لله بن عمر – رضي الله عنهما – انه كان يذهب إلى السوق، ولا يشتري شيئا، فلما سئل عن ذلك، قال:

"انما أغدو من اجل السلام، نسلم على من لقيناه"

فإذا لقي المسلمُ المسلمَ فانه يندب له ان يبتدئه بالسلام، واللقاء المقصود هنا بحيث انه يسمعه إذا اقرأه السلام، أما ما عليه كثير من أحوالنا اليوم فانه لا يمكن إسماع الآخرين، فيسقط عندئذ السلام في هذه الحالة.

تاسعا: إلا يجوب الطرقات دون هدف:

ان للوقت ثمنا عظيما، وأهمية كبرى في الإسلام، وعلى المسلم ان يشغله فيما فيه فائدة له في دينه أو دنياه.

وان ما يقوم به بعض الناس من الخروج بالسيارة، والسير بها في الطرقات من غير هدف، ولا مصلحة يؤديها، فان ذلك ليس من الأخلاق الإسلامية.

فقد ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – انه قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة، والفراغ"

قال ابن مفلح: "واعلم ان الزمان اشرف من ان يضيع منه لحظة، فكم يضيع الآدمي من ساعات، يفوت فيها الثواب الجزيل، وهذه الأيام مثل المزرعة، كانه قد قيل للإنسان: كلما بذرت حبة، أخرجنا لك ألفا، هل ترى يجوز للعاقل ان يتوقف عن البذر أو يتوانى؟ "

هذا بالإضافة إلى ما في ذلك من إتلاف للمال، باستهلاك الوقود والسيارة في غير مصلحة.

وقد منعت المادة (139) من قرار وزير الداخلية 81/ 76 قيادة المركبة داخل المدن والمناطق السكنية في جزء من الطريق، ذهابا وجيئة، بغير مبرر، وبخاصة إذا ترتب على ذلك إزعاج الآخرين، ويكون مستحقا للعقوبة.

عاشرا: ان يخالق الناس بخلق حسن:

فعلى السائق ان يكون ذا اخلاق عالية، ويراعي إخوانه في الطريق وان يعاملهم كما يحب ان يعامله غيره، فيكون سهلا، سمحا، لينا.

والأخلاق منها ما هو جبلي، ومنها ما هو مكتسب، وعلى المسلم ان يجاهد الخلق السيئ، حتى يكون حسنا"

عن عامر بن أبي موسى عن أبيه قال: لما بعثه رسول الله – صلى الله عليه وسلم –- ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال لهما: "يسرا ولا تعسرا، بشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا"

وعن عبدا لله بن عمرو – رضي الله عنه – قال:

"لم يكن رسول الله فاحشا، ولا متفحشا، وانه كان يقول: ان خياركم أحسنكم أخلاقا"

واخرج البخاري في الأدب المفرد: ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق"

حادي عشر: ان يتقي مواضع التهمة:

ينبغي على السائق ان يتقي مواضع التهمة، والريبة، وذلك صيانة لقلوب الناس من سوء الظن به، وألسنتهم من غيبته.

وان في الابتعاد عن هذه المواضع، السلامة من كثير من المتاعب، التي يمكن ان يقع فيها قائد السيارة. هذه جملة من الآداب التي ينبغي ان يتحلى بها قائد السيارة؛ لتتحقق بذلك المصلحة له وللمجتمع.

نتائج البحث

لقد توصلت من خلال هذا البحث إلى نتائج عدة، أبرزها ما يلي:

• ان الضوابط الشرعية تحكم جميع مجالات الحياة، بما فيها قيادة السيارة،

• لكي يشرع للمرء قيادة سيارة، يجب ان يكون القصد الذي من اجله وقع فعل القيادة مشروع.

• ان في الالتزام بإحكام السير حفظ النفس، والمال، وهما من المقاصد الخمسة التي أتت الشريعة لحفظها.

• إذا اقترنت القيادة بأمر محرم، فانها تكون غير جائزة شرعا.

• لا يشرع قيادة السيارات التي يمكن ان تلحق الضرر بالآخرين.

• ان السائق يضمن ما أتلفه، ولو لم يكن متعديا، ما لم يثبت عدم صحة نسبة المباشرة إليه.

• على المسلم ان يكون مرتبطا بالله تعالى في جميع أحواله، حتى عند قيادة السيارة، من خلال الأوراد المشروعة عند الركوب، وعند المصيبة، ونحو ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير