ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 02 - 08, 08:28 ص]ـ
شكر الله لك.
وقد كان ظنه رحمه الله مبني على علم وفقه بمعنى شهادة التوحيد وأثرها.
فهي المعنى الذي من أجله يقاتل: لتكون كلمة الله هي العليا، فذاك الذي في سبيل الله وما عداه هباء.
ومن جاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فجدير بأن يكون الله معه ويتعجل نصره.
ولهذا ذكر شيخ الإسلام شأن التتار أول مقدمهم، وكيف أن قتالهم لم يكن مشروعاً، ثم لما تغيرت الحال وتحقق التوحيد وصلح الاعتقاد وكان أهل الإسلام جديرون بالنصر نصروا نصراً عزيزياً.
قال رحمه الله ورضي عنه: "حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر
عوذوا بقبر أبي عمر ... ينجيكم من الضرر
فقلت لهم هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد! فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك ولحكمة الله عز وجل في ذلك.
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله، ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال، فلا يكون فيه ثواب الدنيا، ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا.
وإن كثيراً من المقاتلين الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً أجروا على نياتهم.
فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل، والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا إياه، لا يستغيثون بملك مقرب، ولا نبي مرسل، كما قال تعالى يوم بدر: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم)، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم بدر يقول: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث، وفي لفظ: أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك.
فلما أصلح الناس أمورهم، وصدقوا في الاستغاثة بربهم، نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً، لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما لم يكن قبل ذلك، فإن الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
فهل الأمة أهلاً اليوم لأن تنصر؟
نسأل الله أن يتدراكنا برحمته وفضله.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 04:57 م]ـ
الأخ الفاضل:
التعليق يراد به ترتيب وقوع شيء أو عدمه على شيء آخر بعبارة أخرى ربط شيء بشيء، فإن قلت أنتم منصرون إن شاء الله وأردت بها التعليق، فالمعنى أنتم منصرون إذا شاء الله نصركم، وهذا يقتضي شكك في النصر.
أما إذا أردت التحقيق فالمعنى أنتم منصورون بمشيئة الله.
وفي مثل هذا التركيب يكون معنى إن شاء الله: إذ شاء الله، أو بمشيئة الله، ويكون الغرض من التركيب التأكيد. وهذا يقال فيما جزم به.
ومن أمثلته قول الله تعالى: (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) فذكر المشيئة تحقيقاً ولا يتطرق الشك إلى علمه سبحانه.
والمقبل على عمل أحد رجلين:
إما جازم على الفعل غير متردد فيه فهو فاعل بكل حال، كأن تتهيأ للخروج من أجل غرض لابد منه وتقول أنا خارج من المنزل إن شاء الله، فمثل هذا تحقيق، أي بمشيئة الله أخرج، الغرض منه التأكيد. أما فائدته فالنأي عن التألي على الله عز وجل.
أما فائدة التعليق فتظهر في مسائل كثيرة منها الحنث إذا أقسم على أمر علق فيه الوقوع بالمشيئة فمثل هذا هل تلزمه كفارة أو لا الصحيح لا، وكذلك لو علق الطلاق فقال هي طالق إن شاء الله، فإن طلق بعدها وقع الطلاق وإلا لا، بخلاف ما لو قال: هي طالق إن شاء الله ويريد به التحقيق فتطلق في الحال، وهذا على اختيار شيخ الإسلام.
ما شاء الله، أفدتنا فائدة عظيمة.
جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:30 م]ـ
بارك الله في أخينا الشيخ همام.
السؤال:
فضيلة الشيخ: ما رأيكم في قول القائل: أنا صائم إن شاء الله، أو أنا مؤمن إن شاء الله، وقوله كذلك: سوف آتيك غداً إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً؟
الجواب:
¥