تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 03 - 08, 05:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

- أما بعد:

ماذكرتموه انفا كلام طيب , لكنه متعلق في القدر والمقدار

ولعلك تلاحظ اخي الكريم ان استحباب الجمهور منصرف الى امر الكمية وليس للكيفية , وهي كيفية تناسب الزمان والمكان ولم يكن يمكن المحيص عنها لسواها , فهي تتعلق بالترغيب في الاقتصاد بالماء

أخي الفاضل،

لعل في كلامك ما يشبه الدور، لكن لماذا؟

لأن الكمية التقريبية التي وردت في السنة، لا بد لها من وسيلة تحصرها،

ولننتبه لما قاله ابن القيم في كتابه القيم زاد المعاد:

"فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْوُضُوءِ

كَانَ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَتَوَضّأُ لِكُلّ صَلَاةٍ فِي غَالِبِ أَحْيَانِهِ وَرُبّمَا صَلّى الصّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ. وَكَانَ يَتَوَضّأُ بِالْمُدّ تَارَةً وَبِثُلُثَيْهِ تَارَةً وَبِأَزْيَدَ مِنْهُ تَارَةً وَذَلِكَ نَحْوُ أَرْبَعِ أَوَاقٍ بِالدّمَشْقِيّ إلَى أُوقِيّتَيْنِ وَثَلَاثٍ. وَكَانَ مِنْ أَيْسَرِ النّاسِ صَبّا لِمَاءِ الْوَضُوءِ وَكَانَ يُحَذّرُ أُمّتَهُ مِنْ الْإِسْرَافِ فِيهِ وَأَخْبَرَ أَنّهُ يَكُونُ فِي أُمّتِهِ مَنْ يَعْتَدِي فِي الطّهُورِ وَقَالَ إنّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ الْوَلْهَانُ فَاتّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ.وَمَرّ عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضّأُ فَقَالَ لَهُ لَا تُسْرِفْ فِي الْمَاءِ فَقَالَ وَهَلْ فِي الْمَاءِ مِنْ إسْرَافٍ؟ قَالَ نَعَمْ وَإِنْ كْنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ. وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ تَوَضّأَ مَرّةً مَرّةً وَمَرّتَيْنِ مَرّتَيْنِ وَثَلَاثًا ثَلَاثًا وَفِي بَعْضِ الْأَعْضَاءِ مَرّتَيْنِ وَبَعْضِهَا ثَلَاثًا."

بَاب الْوُضُوءِ مِنْ التَّوْرِ

وورد في النهاية في غريب الأثر، لابن الأثير:

(التور: إناء يشرب فيه مذكر) يُسَخَّنُ فيها الطَّعام.

وورد في فتح الباري:

وَالطَّسْت لِمَا يُصَبّ فِيهِ عِنْد الْغَسْل صِيَانَة لَهُ عَنْ التَّبَدُّد.

فهناك فوائد للإناء أيا كان شكله، فهو يحدد الكمية، فتعرف الكمية التي تحتاجها، وتتأكد أنك لم تسرف، وتركز على الوضوء فتأتي به على وجهه.

ولعلك تلاحظ تبويب البخاري السابق الذكر:" بَاب الْوُضُوءِ مِنْ التَّوْرِ"

وورد في صحيح مسلم:

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ:

"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصَّلَوَاتِ يَوْمَ الْفَتْحِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ قَالَ عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ "

الامر الاخر ان هناك ثمة علاقة ترابطية بين الوضوء من الاناء والخروج في النزهات الى البر والتمشيات وما يرافقها من اعمال غير تقليدية تكسر الجمود وتاتي بالجديد مما يبعث في النفس شعور الاريحية الذي خيل لكم انه ناشئ عن طريقة الوضوء

الشعور بالسعادة ينبع من القلب، والقلوب تختلف كما يختلف أصحابها. لذلك فلا تعليق.

واخشى ان يعد هذاجمودا في فهم السنة او قطيعة ومعاداة للحضارة واصرار على البداوة والجفاء؟

اطمئن لا يوجد جمود، فقد تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء.

وهيأ الله تعالى لهذه الأمة علماء أفذاذا وأسوودا بواسل قاموا بالواجب فاطمئن.

لكن الجمود يوجد في بعض القلوب.

أما بالنسبة لمعاداة الحضارة، فأين تجد معاداة الحضارة في الكلام السابق.

إذا فرضنا أن أحد القوم الذين إذا دخلوا جحر ضب لدخل بعض المسلمين وراءهم قال: إن استخدام الدش على الرأس مباشرة يسبب الصلع، لذلك فهو ينصحكم باستخدام الإناء، هل سيقول البعض أن في هذا الكلام معاداة للحضارة.

أما ما يخص قولك:

واصرار على البداوة والجفاء؟

أي بداوة وأي جفاء، حنانيك يا أخي، ما هكذا تورد الإبل.

إن ما قام به الحبيب صلى الله عليه وسلم لهو قمة الرحمة والحضارة.

اتبع الرعيل الأول سنته فأقاموا صرح الحضارة التي لن تنساها البشرية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير