[هل للجهالة أثر في عقد تصميم الشعار؟]
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[01 - 02 - 08, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد
فإن من العقود المعاصرة, عقد تصميم الشعار, وقد اشتدت حاجة التجار مع كثرة المنافسين إلى استعمال الدعاية بأنواعها, ومن أهم مقوماتها وجود الشعار, والذي يؤدي وظائف كثيرة من أهمها ربط المنتج أو الخدمة بهذا الشعار, بحيث يصير وجوده دليلا عليها, فيستغني بذلك التاجر عن كثير من التعريف بجودة خدماته ومنتجاتها, كما يؤدي الشعر دورا نفسيا مع مرور الوقت في جذب الزبائن لا سيما إذا كان جذابا وبسيطا في نفس الوقت.
وصناعة الشعارات تتطلب خبرة وتفكيرا إبداعيا لا يحسنه كل الناس, ثم يتطلب مع ذلك حسن التنفيذ, فهو عملية تتشكل من عنصران:
1 - الفكرة
2 - التنفيذ وهو تصميم الفكرة ورسمها عبر البرامج المعروفة
والآن نأتي لتصوير العقد, فالذي وقفت عليه - وقد تكون هناك صور أخرى - أن طالب الشعار يطلع على بعض النماذج التي يقدمها المصمم, بحيث يطمئن إلى أن المصمم في عمله يقدم تصاميم فيها من الجودة والجاذبية ما يجعله يطمئن إلى أنه قد اختار المصمم الصحيح, ثم يدفع طالب الشعار قسما من المبلغ المتفق عليه ويمضي العقد على يوم معين يكون فيه التسليم, ويتعهد المصمم بإجراء التعديلات في الشعار المقدم ثلاث مرات أو نحوها حتى يرضى العميل, وقد يقدم المصمم عدة شعارات يختار العميل أحدها
والآن السؤال هو حول الجهالة في المعقود عليه, فالشعار المعقود عليه لم يتحصل العلم به برؤية لأنه معدوم, ولا وصف وصفا دقيقا لأن المصمم يبيع الفكرة والتنفيذ, فإذا أعطى طالب الشعار الفكرة قد يضيع حقه ويذهب طالب الشعار لمصمم آخر بفكرته لينفذها, فالخلاصة أن طالب الشعار يعلم مستوى الجودة بالتقريب من خلال النماذج التي يراها, ويعلم أن الذي سيقدم إليه شعار له حجم معين بنحو الشعارات التي تعارف الناس عليها, وأما حقيقة الشكل الذي سيصممه المصمم فلا علم له به على التفصيل
فهل هذه جهالة معتبرة أم مغتفرة؟
وما الحكم؟