تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإسلامي وفي العصر العباسي وفي العصر الحديث، وبذلك أمكن إزاحة مصطلح الأدب الإسلامي عن الأوساط الثقافية والمتخصصة، مع أنه علميًّا لايمكن الفصل بين العروبة والإسلام على مدى التاريخ العربي؛ فالإسلام هو تحقيق تاريخي وحضاري للعروبة، والعروبة هي تجسيد حيٌّ للأفكار الإسلامية. وعلى الرغم من بداية ظهور الأدب الإسلامي من جديد إلا أن النظرة إليه مازالت حذرةً ولا يزال هؤلاء الذين تربوا على مناهج تعليمية غربية يقابلونه بتحفظ ويرونه يمثّل تعصبًا دينيًا أكثر ممّا هو يمثّل موقعًا فكريًّا، ومن بعد هذا؛ فإنه من الواضح أن العلمنة قد نفذت إلى صميم نظامنا التعليمي، وأحدثت الشرخ الكبير، الذي عزل علوم الدنيا عن علوم الدين، وقضت على الإطار القيمي والأخلاقي والروحي الذي كان يحكم ويرشد نظامنا التعليمي كله، وبذلك قصرت دورها على نقل المعلومات أو التدريب على بعض المهارات والحرف، كما أنّ هذا العزل بين علوم الدنيا وعلوم الدين قسم التعليم إلى شطرين: تعليم دينيّ وتعليم مدنيّ، مما أدّى إلى عزل التعليم الديني عن حركة التطور الحضاري منجزات العلوم الحديثة، وإفراغ التعليم المدني من مضمونة الذي يصله بعقل وقلب حضارة هذه الأمة.

ممّا دفع الشبابَ إلى هجرة هذه العلوم المستمدة من أفكار العلمانيين، حيث يجد الشبابُ تناقضًا بينها وبين ما يأمره به الدين؛ فلا تشبع نهمَ الطالب ولا يطمئنّ إليها لمخالفتها لأمور الدين، كما أن اتجاه الشباب إلى علوم الدين مصحوبًا بإيمانهم بفشل ما تقدّمه مدارسُهم من علوم الدنيا، وعدم عودتها بأية فائدة سواء روحية أو دينية أو حتى دنيوية، أما الاستزادة من كتب الدين يعود عليهم بالنفع الدنيوي والثواب الأخرويّ، كما أن قيام مختلف المؤسسات العلمية والتقنينية الحديثة في دول العالم الإسلامي، على أنماط مستوردة، لا تنبع من عقيدتها وتراثها ولا من حاجات أفرادها ومجتمعاتها، مما أدّى إلى غرابة هذه المؤسّسات عن المشتغلين فيها وغرابتهم عنها، وإلى العديد من الحواجز الاجتماعيّة التي حالت بين هذه المؤسسات وبين تحديد أهدافٍ واضحةٍ لها، وخططٍ محددةٍ لعملها، كما حالتْ دون قيام خرّيجيها بواجباتهم كاملةً في مجتمعاتهم. ومن أسباب هجرة الكثير من الشباب للكتب المدرسيّة، ما أشيع بين البعض بأن هذه الحضارات في طريقها إلى الانهيار والسقوط، وما عليه إلا أن يمارس حالة الانتظار، ويعفي نفسه من أيّ دور أو مسؤوليّة؛ ولكنّه لم يسأل نفسه ما الذي سقط من هذه الحضارات؛ فانهارت الشيوعية في "روسيا" وبقيت أسلحتها النووية وترساناتها العسكرية مكدسةً بالأسلحة وأقمارها الصناعية وظلّ تقدمها العلميّ كما هو؛ بل اتجهوا بكل ما أوتوا من قوةٍ لمحاربة المسلمين!!.

http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/tmp/1247312161fix4sub2file.htm

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير