" .. وأعله الدارقطني (كذلك)، فقد سئل عن حديث قيس عن جرير رضي الله عنه: (كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت، وصنع الطعام من النياحة) فقال: يرويه هُشيم بن بشير واختلف عنه فرواه سريج بن يونس والحسن بن عرفة عن هُشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير، ورواه خالد بن القاسم المدائني. (قيل: ثقة؟، قال ـ أي الدارقطني ـ: لا أضمن لك هذا. خرجوه عن هُشيم عن شريك عن إسماعيل، ورواه أيضا عباد بن العوام عن إسماعيل كذلك.
والسؤال: أين ذكر إعلال هذا الحديث في كلام الدارقطني؟؟؟
أرجو من الأخ ظافر أن يعيد النظر في هذه المسألة.
وكذلك فإن قول الأخ ظافر إن النياحة يكون فيها أمران مجتمعان:
الاجتماع للعزاء وصنعة الطعام، ولا تكون بواحد منهما منفرداً، وهذا بعيد لأن قول جرير البجلي: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة "
ليس يلزم منه إقترانهما ضرورة. وهذا ما فهمه العلماء في جميع المذاهب وقد نقلتُ بعض أقوالهم في رسالتي. وبدليل تفريقهم بين ذكر الإطعام وبين النياحة:
جاء في مصنف عبد الرزاق
باب الصبر والبكاء والنياحة. ثم روى
6689 عبد الرزاق عن الثوري عن هلال بن خباب عن أبي البختري قال: الطعام على الميت من أمر الجاهلية، وبيتوتة المرأة عند أهل الميت من أمر الجاهلية، والنياحة من أمر الجاهلية.
وهذا إسناد حسن.
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة
ما قالوا في الإطعام عليه والنياحة. ثم روى
11346 حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن هلال بن خباب عن أبي البختري قال: الطعام على الميت من أمر الجاهلية، والنوح من أمر الجاهلية.
وهذا إسناد حسن كما سبق.
ثمّ ختم الأخ ظافر رسالته بهذه النتيجة:
الراجح في هذه المسألة:
الذي ترجح لي في هذه المسألة هو القول الأول، فلا بأس بالجلوس لاستقبال المعزين وذلك بشروط:
أ- أن يخلو المجلس من المنكرات، والبدع.
ب- ألاَّ يكون فيه تجديد للحزن، وإدامة له.
ت- ألاَّ يكون فيه تكلفة مالية على أهل الميت، وإثقال عليهم.
د- ألاَّ يصاحب الجلوس نياحة، أو تسخط، أو جزع.
هـ- ألاَّ يطيل المعزي المكث عند أهل الميت، حتى لا يفضي ذلك إلى الإثقال عليهم.
ز- ألا يكون في جلوسه تضييع لمصالحه الشخصية، أو لمصالح المسلمين.
فإذا كان مجلس العزاء خالياً من هذه المحاذير فالجلوس فيه مباحٌ لا بأس به. والله ـ تعالى ـ أعلم.
يا أخ ظافر ولمّا كانت مجالس العزاء لا تخلو عن واحدة من هذه المحاذير ألم يكن من الأولى ترجيح القول الثاني (الذي عليه كل المذاهب السلفية والخلفية) في منع هذه المجالس.
ولكنني أجدك قد أخذت بحديث عائشة فضخّمته جداً ثم رحت تبطل به حجج كل العلماء وأخبار السلف وفتاوى المذاهب وهو لا يحتمل ذلك. أرجو من الأخ ظافر أن يكون صدره رحباً ويتسع لما أقول. وفي الحقيقة أنني كنت أتمنى أن أقع في رسالتك على أمر يمكنني به أن أترخّص في هذا الأمر الذي يسبب لي ضغطاً اجتماعياً ولكنني لم أجد.والسلام عليكم.
ـ[ابو سجا]ــــــــ[23 - 02 - 08, 11:12 م]ـ
......................
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
جزاك الله خيرا أخي أبو ادريس على ماقدمت, وللفائدة توجد رسالة باسم -التروية في بيان حكم الجلوس للتعزية- من تأليف مليحان بن مهرج الفايد الرشيدي, مراجعة فضيلة الشيخ بدر بن عبدالله البدر, والرسالة مفيدة في هذا الباب, وقد انتهى بان الجلوس للعزاء بدعة.
وملحق بالرسالة جزء فيه تخريج حديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه.
هذا مااردت ان اشارك به مختصرا.
واخيرا, اقول كما قال اخي ابو ادريس: وفي الحقيقة أنني كنت أتمنى أن أقع في رسالتك-يا اخ ظافر- على أمر يمكنني به أن أترخّص في هذا الأمر الذي يسبب لي ضغطاً اجتماعياً ولكنني لم أجد.والسلام عليكم.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[24 - 02 - 08, 02:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[24 - 02 - 08, 02:49 م]ـ
هناك أيضا بحث محكم للشيخ الدكتو خالد الشمراني
استاذ الفقه المساعد ورئيس قسم القضاء بكلية الشريعة
والدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى
اسم البحث: التعزية ,حقيقتها والمسائل المتعلقة بها (دراسة فقهية مقارنة)
وقد ذكر مسألة الجلوس في العزاء وانتهى الى القول بالجواز ...
¥