ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 03, 10:16 ص]ـ
تفضيل أمنا عائشة على باقي أمهات المؤمنين.
أما فضلها على سائر أمهات المؤمنين (عدا أمنا خديجة) فلا أعلم فيها خلافاً. والأدلة كثيرةٌ منها ما أخرجه البخاري من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأمهات المؤمنين لما جئن يتكلمن في تفضيل أمنا عائشة: «لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لِحافِ امرأةٍ منكنّ، غيرِها».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 03, 10:17 ص]ـ
التفضيل بين أمنا خديجة وأمنا عائشة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «جِهَاتُ الفضلِ بين خديجة وعائشة متقاربة». وكأنه رأى التوقف، وهو الصواب إن شاء الله تعالى لتكافؤ الأدلة. فإن قيل إن حديث "خير نساء العالمين أربع" (وهو لا يصحّ أصلاً) يشهد لأمنا خديجة، قلنا لو صحّ هذا فإنه قد يكون قد قيل قبل أن تولد عائشة، فلا يكون حجة. وكذلك يقال في حديث "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد". فقد قال "نسائها" ولم يقل "النساء" فخرج الإطلاق في الحديث. لذلك قال ابن حجر في الفتح: «وقد جزم كثير من الشُّرّاح أن المراد نساء زمانها لما تقدم في أحاديث الأنبياء في قصة موسى وذكر آسية من حديث أبي موسى رفَعَهُ "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية". فقد أثبت في هذا الحديث الكمال لآسية كما أثبته لمريم. فامتنع حمل الخيرية في حديث الباب على الإطلاق». وأما حديث أنس وعمرو بن العاص في تفضيل أمنا عائشة، فقد يقال أنه بعد وفاة أمنا خديجة. وإجمالاً فالتوقف في هذه المسألة أولى.
والبعض له تفصيل جميل في الموضوع. قال ابن القيم: «إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يُطّلَعُ عليه (فلا نعلمه إلا بنص من الله). فإنّ عمَلَ القلوب أفضل من عمل الجوارح. وإن أُريد كثرة العلم، فعائشة لا محالة. وإن أريد شرف الأصل، ففاطمة لا محالة. وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها. وإن أريد شرف السيادة، فقد ثبت النص لفاطمة وحدها».
وتفوق أمنا عائشة بالعلم والفقه محلّ إجماعٍ لا خلاف فيه. قال ابن حجر في الفتح عن أمنا عائشة: «أكثَرَ الناسُ الأخذَ عنها، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيراً، حتى قيل أن ربع الأحكام الشرعية منقولٌ عنها رضي الله عنها». وقال عنها الذهبي في سير أعلام النبلاء (2\ 135): «أفقه نساء الأُمّة على الإطلاق». وقال التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح (فقيه مكة): «كانت عائشة أفقه الناس». وقال الزّهري (فقيه الشام والحجاز من التابعين): «لو جُمِعَ عِلمُ عائشة إلى عِلْمِ جميع النساء (في هذه الأمة)، لكان عِلمُ عائشة أفضل». وروى الحاكم أن عبد الله ابن صفوان أتى عائشة، فقالت له: «خِلالٌ تِسعٌ لم تكن لأحدٍ إلا ما آتى الله مريم –عليها السلام–. والله ما أقول هذا فخراً على صواحباتي ... ». ثم عدّت تلك الخِلال. فراجع الحديث للمزيد من الاطلاع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 03, 10:19 ص]ـ
يان فضل أمهات المؤمنين على بنات النبي.
قال ابن حزم الأندلسي: «و أما فضلهن على بنات النبي فبيّنٌ بنصِّ القرآن لا شكّ فيه. قال تعالى: {{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} (الأحزاب: من الآية32). فهذا بيان قاطعٌ لا يسع أحداً جهله». قلت: و قد جهله البعض فوجب التنبيه. وقد ضاعف الله أجورهن عن باقي الناس فقال: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} (الأحزاب:31). فثبت لهن الفضل الكبير والأجر العظيم رضي الله عنهن أجمعين.
قال أبو محمد: «واستُدرِكنا بياناً زائداً في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في أن فاطمة سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة. فنقول وبالله تعالى التوفيق: إن الواجب مراعاة ألفاظ الحديث. وإنما ذكر –عليه السلام– في هذا الحديث السادة ولم يذكر الفضل. وذكر –عليه السلام– في حديث عائشة الفضل نَصّاً بقوله (عليه السلام): «وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». والسادة غير الفضل. ولا شك أن فاطمة (رضي الله عنها) سيدة نساء العالمين بولادة النبي (صلى الله عليه وسلم). لها فالسادة من باب الشرف، لا من باب الفضل. فلا تعارض بين الحديثين والحمد لله رب العالمين. وقد قال ابن عمر (رضي الله عنهما) –وهو حُجّةٌ في اللغة العربية–: "كان أبو بكر خيراً وأفضل من معاوية. وكان معاوية أسود من أبي بكر". ففَرَّقَ ابن عمر بين السادة والفضل والخير. وقد علِمنا أن الفضلَ هو الخير نفسه، لأن الشيء إذا كان خيراً من شيء آخر فهو أفضل منه بلا شك».
والحديث الذي فيه النص على فضل أمنا عائشة على سائر نساء الأمة أخرجه البخاري (3\ 1374) ومسلم (4\ 1886) في صحيحيهما: عن أبي موسى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «كَمَلَ من الرجال كثير. ولم يكمُلْ من النساء غير مريم بِنت عِمران، وآسِية امرأةِ فِرعَون. وإن فضلَ عائشة على النساء كفضلِ الثَّرِيدِ على سائرِ الطَّعام».
¥