تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الصنعاني ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب]

ـ[ابو هيلة]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني عالم سلفي له جهود في نشر العقيدة الصافية في اليمن , ورسالته في توحيد الألوهية (تطهير الاعتقاد) كافية في معرفة ذلك , وهي تسير مع عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والتي اتفق فيها وإياه على وجهة واحدة ومنهج واحد وان لم يتعارفا , وإن كان هناك بعض الآراء في التكفير و التي كان فيها الشيخ الصنعاني رحمه الله اشد من الشيخ ابن عبدالوهاب كجعله المشركين كفارا أصليين كما في تطهير الاعتقاد بخلاف الشيخ محمد والذي يبقي ذلك حتى تقوم الحجة عليهم , ومن يطلع على الرسالة يتبين له حقيقة ذلك , وانك لتعجب أن يظهر هذان الرجلان في أمكنة متباعدة مع انه لم ير احدهما الآخر في زمن يندر فيه العلماء السلفيون مع تباعد البلاد , ومع ذلك تكون عقيدتهما واحدة , ومنهجهما واحد , فلله الحمد والمنة.

كتب الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله قصيدة في دعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب أثنى عليه فيها ثناءا عطرا , ووصف الشيخ محمدا بصفاء العقيدة والمنهج والأتباع للسنة ومحاربته للبدع والخرافات , وذكر انه ظن انه لا يوجد مثله في المنهج حتى خرج الشيخ محمد بهذه الدعوة , وقد جاء في مطلع قصيدته:

سلامي على نجد ومن حل في نجد ..... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

وقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا ..... رباها وحياها بقهقهة الرعد

سرت من أسير ينشد الريح أن سرت ..... ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد

قفي وأسألي عن عالم حل سوحها ..... به يهتدي من ضل عن منهج الرشد

محمد الهادي لسنة أحمد ..... فياحبذا الهادي ويا حبذا المهدي

لقد أنكرت كل الطوائف قوله ..... بلا صدَرٍ في الحق منهم ولا ورَد

إلى أن قال رحمه الله:

وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ..... يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي

وينشر جهراً ما طوى كل جاهل ..... ومبتدع منه، فوافق ما عندي

ويعمر أركان الشريعة هادماً ..... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد

أعادوا بها معنى سواع ومثله ..... يغوث وود، بئس ذلك من ود

إلى آخر القصيدة التي أبان فيها رحمه الله عمق فرحه بها , وثناءه عليه ورد من خالفها , وهذا يدل على انه رحمه الله لم يكن اعترافه بها جاء اعتباطا ولكن لكونه فعلا يرى أن هذه العقيدة التي حملها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هي العقيدة الصافية التي لا بد وان يعتنقها كل مريد لتحقق التوحيد , مع العلم أن الأصول التي بثها الشيخ لم تكن ليقبلها الصنعاني في ذلك الوقت إلا ولديه ما يؤيدها ويؤمن بها قبل وصولها إليه , وإلا فإن غير الصنعاني ممن هم من اقرب الناس للشيخ محمد حاربوا الشيخ ووقفوا ضده , وكانت عقيدة لا اله إلا الله تنفي الخبث من الأرض التي تحل بها هذه الشهادة.

حتى جاء أن مخالفي الشيخ محمد فروا من هذه الأراضي التي انتشرت بها عقيدة التوحيد إلى نواحي الأرض في العراق والشام وغيرها حتى وصلوا إلى اليمن , وقد نشروا أكاذيب عن الشيخ محمد ادعوا فيها انه يكفر المسلمين ويستحل دمائهم وأموالهم , كما فعل مربد بن احمد الوهيبي الحريملي لما فر إلى اليمن , وقد كان مربد من المناوئين لدعوة الشيخ محمد رحمه الله في أولى انتشار الدعوة , فلما التقى ببعضهم كذب عليهم ببعض الرسائل التي نسبها للشيخ أو حرف فيها حتى جعل من الشيخ محمد رحمه الله قتالا سفاكا للدماء على نحو ما أشيع عنه رحمه الله , ممن بدا أن لأطماعهم المادية أو الشخصية عدم توافق مع دعوة الشيخ محمد رحمه الله كما حدث تماما مع محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ولعل مربدا هذا لما سمع بثناء الإمام الصنعاني رحمه الله وأعجزته الحيلة في أن يصده عن ذلك نسج مع بعض أهل اليمن قصيدة نسبوها للإمام الصنعاني رحمه الله يدعون فيها أن الصنعاني تراجع عن قوله في دعوة الشيخ محمد رحمهم الله , وقد ذكر بعض المتخصصين أن القصيدة يبعد أن تكون للصنعاني لما فيها من خلل في أوزانها ونظمها , ومما قيل فيها:

رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي ..... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي

ظننت به خيراً وقلت عسى عسى ..... نجد ناصحاً يهدي الأنام ويستهدي

فقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا ..... وما كل ظن للحقائق لي مهدي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير