إتحاف الزّمرة على أن الحق لا يكون مع الكثرة
ـ[أبو عاصم المسلم]ــــــــ[04 - 02 - 08, 12:40 ص]ـ
إتحاف الزّمرة على أن الحق لا يكون مع الكثرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
تضَافَر العَقْلُ والشَّرع على أَنَّ أَََهلَ السُّنَّة مَوْجودونَ في كل زَمان لا يَخلو وقتٌ مِنْهم، وهُم متمَسِّكونَ بالحقِّ ناصحونَ للخلْق لَا يَخافون في الله لومة لائم، برغم تكالب الملل عليهم واجتماع النحل ضدّهم.
بكتاب الله معتصمون وبسنة نبيه مقتدون وبآثار السلف سائرون، لا يلتفتون إلى زخارف الأقوال ولا إلى آراء الرجال، لا يصدهم على دعوتهم ملبس ولا يردهم عن معتقدهم مخرف ولا يقيسون الباطل بالقلة ولا الحق بالكثرة، فكانوا بحق خير أمة أخرجت للناس.
ومن المعلوم أن لكل صاحب دعوة حق أعداء من مردة الشياطين وأعوانهم من الإنس الضالين، ينشرون الشبه ويبثون السمَّ الزعاف، ليطفؤوا نور الله، والله متم نوره ولو كرهوا.
فمن تلكم الشبه الواهية و التلبسات الغاوية زعمهم أن أهل السنة في قلة ونحن في كثرة.
فكيف يعقل أن يكون هذا الجم الغفير والسواد الكثير هم أهل الباطل وتلك الشرذمة هم أهل الحق ... !؟
لكن هذه الشبه كما قال القائل:
حجج تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وكل كاسر ومكسور
فقد انبرى لها عز وجل في كتابه فدمغها فهي زاهقة , وأحرقها نور السنة فهي مارقة
وغمرها بحر السلف فهي غارقة. فلله الحمد والمنة.
وأنا سأذكر لك أخي الكريم بعض الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة على بطلان هذه القاعدة، وتجعلها حصنا تتقي به شرر هؤلاء المرجفين المبطلين وسيفا تقطع به دابر الضالين، ولتقول الحمد لله رب العالمين.
قال عز وجل: (وَإِنْ تُطَع أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام: 116]
وقال تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف: 103]
وقال تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) [الفرقان: 44].
وقال عز وجل: (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) [الأعراف: 102]
وقال تبارك وتعالى: (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [الرعد: 1]
فما أكثر ما ذم الله عز وجل الكثرة في كنابه، ومدح القلة فقال: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ:13]
وقال عز وجل: ( ... وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ... ) [ص:24]
وقال أيضا تبارك وتعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) [هود: 40]
وعن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: (عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد ... ) [متفق عليه]
فهل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام ليسوا على حق لأن أتباعهم في قلة ويوجد من لا تابع له .. ؟؟
معاذ الله , فهو الصادقون الصالحون بربهم مؤمنون.
فإن قلتم: بل الأنبياء على حق، فقذ بطل مذهبكم.
وإن قلتم بمذهبكم كفرتم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا. فطوبى للغرباء) [أخرجه مسلم برقم: 145 وغيره]
وسئل عنهم فقال صلى الله عليه وسلم: (ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) [رواه أحمد في المسند وصححه العلامة الألباني في الصحيحة برقم: 1619].
¥