تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النَّسَائِيُّ بَاب الْإِشَارَة فِي الْخُطْبَة، وَبَوَّبَ اِبْن أَبِي شَيْبَة الرَّجُل يَخْطُب يُشِير بِيَدِهِ، وَهَكَذَا فَهِمَ الطِّيبِيُّ. وَرِوَايَة هُشَيْم وَزَائِدَة وَابْن فُضَيْلٍ كُلّهمْ عَنْ حُصَيْنٍ تَدُلّ عَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّل وَهَكَذَا فَهِمَ النَّوَوِيّ وَأَمَّا تَرْجَمَة الْمُؤَلِّف وَكَذَا التِّرْمِذِيّ فَمُتَحَمِّل لِمَعْنَيَيْنِ، وَعِنْدِي لِلْمَعْنَى الثَّانِي تَرْجِيح مِنْ وَجْهَيْنِ الْأَوَّل أَنَّ أَبَا عَوَانَة الْوَضَّاح وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَعَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس أَوْثَق وَأَثْبَت مِنْ هُشَيْم بْن بَشِير وَمُحَمَّد بْن فُضَيْلٍ وَإِنْ كَانَ زَائِدَة بْن قُدَامَةَ مِثْل هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فِي الْحِفْظ فَتُعَارَضُ رِوَايَة هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة الْحُفَّاظ بِرِوَايَةِ زَائِدَة بْن قُدَامَةَ وَالْعَدَد الْكَثِير أَوْلَى بِالْحِفْظِ. وَالثَّانِي أَنَّ قَوْله الْآتِي لَقَدْ رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر مَا يَزِيد عَلَى هَذِهِ يَعْنِي السَّبَّابَة الَّتِي تَلِي الْإِبْهَام يُؤَيِّد هَذَا الْمَعْنَى الْأَخِير، لِأَنَّ رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء لَيْسَ مَأْثُورًا بِهَذِهِ الصِّفَة بَلْ أَرَادَ الرَّاوِي أَنَّ رَفْع الْيَدَيْنِ كِلْتَيْهِمَا لِتَخَاطُبِ السَّامِعِينَ لَيْسَ مِنْ دَأْب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلْ إِنَّمَا يُشِير النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَة. اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا مِنْ غَايَةِ الْمَقْصُودِ.

(قَبَّحَ اللَّه هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ): دُعَاء عَلَيْهِ أَوْ إِخْبَار عَنْ قُبْح صُنْعه نَحْو قَوْله تَعَالَى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} (وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر): قَالَ فِي الْقَامُوس: نَبَرَ الشَّيْء رَفَعَهُ وَمِنْهُ الْمِنْبَر

تحفة الاحوذي: (فَقَالَ عُمَارَةُ قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيُدَيَّتَيْنِ) بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّةِ الْمَفْتُوحَةِ تَصْغِيرُ الْيَدَيْنِ (الْقُصَيِّرَتَيْنِ) تَصْغِيرُ الْقَصِيرَتَيْنِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ دُعَاءٌ عَلَيْهِ وَقِيلَ إِخْبَارٌ عَنْ قُبْحِ صُنْعِهِ (وَمَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ): أَيْ يُشِيرُ، وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الْأَيْدِي عَلَى الْمِنْبَرِ حَالَ الدُّعَاءِ.

البيهقي السنن الكبرى: عن عمارة بن رويبة انه راى بشر بن مروان يوم الجمعة يرفع يديه في الدعاء وهو على المنبر فقال انظروا إلى هذا قال وشتمه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يزيد على هذا وأشار بأصبعه السبابة * وعن سهل بن سعد قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره ولكن رأيته يقول هكذا وأشار بالسبابة وعقد الوسطى بالإبهام * والقصد من الحديثين اثبات الدعاء في الخطبة ثم فيه من السنة ان لا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة ويقتصر على ان يشير باصبعه وثابت عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه مد يديه ودعا وذلك حين استسقى في خطبة الجمعة فروينا عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يرفع يديه في شئ من دعائه الا في الاستسقاء حتى يرى بياض ابطيه

** ابن خزيمة باب الإشارة بالسبابة على المنبر في خطبة الجمعة، وكراهة رفع اليدين على المنبر في غير الاستسقاء

سمعت عمارة بن رويبة الثقفي قال: خطب بشر بن مروان وهو رافع يديه يدعو، فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وما يقول إلا هكذا - يشير بإصبعه - «. هذا حديث جرير، وفي حديث هشيم: شهدت عمارة بن رويبة الثقفي في يوم عيد، وبشر بن مروان يخطبنا، فرفع يديه في الدعاء، وزاد: وأشار هشيم بالسبابة. قال أبو بكر:» رواه شعبة، والثوري عن حصين، فقالا: رأى بشر بن مروان على المنبر يوم الجمعة «. ثنا يحيى بن حكيم، نا أبو داود، نا شعبة قال: وحدثنا سلم بن جنادة، ثنا وكيع، عن سفيان جميعا عن حصين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير