ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 03, 10:20 ص]ـ
بيان فضل مريم بنت عمران على سائر النساء.
يكفينا في ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران:42) فثبت أن مريم أفضل من جميع النساء في كل عصر. قال القرطبي: «الصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة المَلَك».
أظن بذلك أني قد استوفيت الأسئلة السابقة كلها بإذن الله.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[31 - 03 - 03, 10:59 ص]ـ
شيخنا محمد الأمين _ حفظك الله ونفع بك _
لا يظهر لي أن حديث (من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة) دليلٌ على فضل عائشة رضي الله عنها على أبيها أو غيره من الصحابة.
وذلك لأن المحبة شيء والفضل شيء آخر.
فالمحبة كما تكون لفضل الإنسان في ذاته فإنها تكون لنفعه المتعدي إلى المحب، وتكون للميل بحسب الطباع البشرية أو لكونه بلديك أو قريبك أو بينكما عشرة قديمة أو لغير ذلك.
فكما أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة وأسامة بن زيد كان مشتهرا بين الصحابة وقال عمر لابنه كان أسامة أحب إلى رسول الله منك وكان أبوه أحب إليه من أبيك، مع أنه لم يقل أحد إن زيدا أفضل من عمر، رضي الله عنهم جميعا.
وكما أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لنوع من الطعام كالدباء لا يلزم منه بالضرورة أنه أفضل الطعام وأعظمه نفعا، وإنما هو ميل بحكم الطبع البشري فحسب، فكذا في محبته للأشخاص.
ولا يعترض هنا بحديث فاظفر بذات الدين، لأنه يفيد أن كل من اختارها النبي صلى الله عليه وسلم زوجة له فهي ذات دين، ولكن لا يلزم منه أن زوجته هي أدين امرأة، ولا أن ترتيبهن في المحبة على حسب ترتيبهن في المنزلة عند الله، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة وهي صوامة قوامة وأمره الله تعالى أن يراجعها، فعندما طلقها لم يكن ذلك دالا على أي نقصان في دينها وفضلها ومنزلتها عند الله تعالى، والله تعالى أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 03, 04:52 ص]ـ
شيخنا أبو خالد وفقه الله
1) أتفق معك أنه بالنسبة للشخص العادي فإن الحب طبيعة بشرية لا يدل على الفضل. لكننا نتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عصمه الله وقال فيه: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}. فصح أن كلامه –عليه السلام– أنها أحب الناس إليه، وَحيٌ أوحاه الله تعالى إليه ليكون كذلك ويُخبِرَ بذلك، لا عن هوىً له.
2) إن محبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لإنسانٍ فضيلة عظيمة له بإجماع السنة والشيعة. وذلك كقوله –عليه السلام– لعلي: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". ولو كانت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدل على الفضل، إذاً لما كانت هذه الأحاديث من الفضائل أصلاً. وتأمل قول ابن حزم: «وما نعلم نَصّاً في وجوب القول بتقديم أبي بكر ثم عمر على سائر الصحابة إلا هذا الخبر».
3) محبة الطعام شيء ومحبة الشخص لشيء. فالأول طبع بشري، لكن الثاني بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يتكلم عن هوى، فإن محبته للأشخاص مناطة بعملهم وإيمانهم، أي بفضلهم عند الله عز وجل.
4) الحديث الذي ذكرته والذي تفرد به الترمذي ولم يصححه، لم يستدل به أحد للسبب الواضح. وعلى فرض صحته، فهذا يكون خطأً من عمر، يقابله تصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن عمر أحب إليه.
5) الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين وأسوة حسنة. فهو أولى بأن يختار أكثر النساء تديناً، كيف لا وهو الذي يأمر بأن يكون الاختيار على الدين ليس على غيره؟ لكن العكس ليس صحيح. فليست المرأة التي لم يتزوجها (من منطلق هذا الحديث وحده) ناقصة التدين.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 05 - 03, 02:28 ص]ـ
بالنسبة لمسألة التفضيل بين السيدة عائشة رضي الله عنها وبين
السيدة فاطمة فأحب أن أُ دلي بدلوي في هذه المسألة الاجتهادية
فأقول: ذهب الحافظ ابن حجر إلى أن فاطمة أفضل بنات عصرها ومن بعدهن فقال: (وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها بها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم) الفتح
وقال السبكي الكبير: الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة. الفتح
وقال الذهبي: سيدة نساء العالمين في زمانها البضعة النبوية والجهة المصطفوية أم أبيها. السير
وقال القاضي عياض: قوله صلى الله عليه وسلم: أما ترضين أن تكوني
سيدة نساء هذه الأمة) حجة لمن رأى فضلها على عائشة لرضي الله عنهما إكمال المعلم (7/ 475)
وقال ابن القيم:فاطمة أفضل بناته على الإطلاق الزاد
وقال أيضا: وقيل أن فاطمة أفضلوقيل عائشة وقيل خديجة وقيل التوقف
زاد المعاد (1/ 104)
واما الأحاديث والآية التي ذكرها الأخ الأمين وفقه الله فليست نصا في هذه المسألة وإنما هي عموميات تدل على أكثر من معنى
ولكن الحديث المشهور وهو قوله صلى الله عليه وسلم /: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين , قالت فضحكت!
أرجح من غيره من الأحاديث وخاصة أن سبب ذكر هذا الحديث كان بحضور السيدة عائشة رضي الله عنها
¥