تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البخاري ومسلم وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت " رأيت النبي صلي الله تعالي عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول انما انا بشر فلا تعاقبني أيما رجل من المؤمنين أذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه " وعن ابى هريرة رضي الله تعالى عنه قال " استقبل رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم القبلة وتهيأ ورفع يديه وقال اللهم اهد أو ساو أت بهم " وعن جابر رضي الله تعال عنه " ان الطفيل بن عمرو قال للنبى صلى الله تعالي عليه وسلم هل لك في حصن حصين ومنعة وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له وان صاحبه مرض فجزع فجرح يديه فمات فرآه الطفيل في المنام فقال ما فعل الله بك فقال غفر لى بهجرتي إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال ما شأن يديك قال قيل لن يصلح منك ما افسدت من نفسك فقصها الطفيلى على النبي صلي الله تعالي عليه وسلم فقال اللهم وليديه فاغفر

القرطبي: واختلف العلماء في رفع اليدين في الدعاء فكرهه طائفة منهم جبير بن مطعم و سعيد بن المسيب و سعيد بن جبير ورأى شريح رجلا رافعا يديه فقال: من تتناول بهما لا أم لك! وقال مسروق لقوم رفعوا أيديهم: قطعها الله واختاروا إذا دعا الله في حاجة أن يشير بأصبعه السبابة ويقولون: ذلك الإخلاص وكان قتادة يشير بأصبعه ولا يرفع يديه وكره رفع الأيدي عطاء و طاوس و مجاهد وغيرهم وروي جواز الرفع عن جماعة من الصحابة والتابعين وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم ذكره البخاري قال أبو موسى الأشعري: [دعا النبي صلى الله عليه و سلم ثم رفع يديه ورأيت بياض إبطيه] ومثله عن أنس وقال ابن عمر: [رفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد] وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب قال: [لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه و سلم القبلة مادا يديه فجعل يهتف بربه] وذكر الحديث وروى الترمذي عنه قال: [كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رفع يديه لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه] قال: هذا حديث صحيح غريب وروى ابن ماجة عن سلمان [عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع يديه إليه فيردهما صفرا أو قال خائبتين] احتج الأولون بما رواه مسلم [عن عمارة بن رويبة ورأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة] وبما روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة [أن أنس بن مالك حدثه: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا عند الاستسقاء فإنه كان يرفعهما حتى يرى بياض إبطيه] والأول أصح طرقا وأثبت من حديث سعيد بن أبي عروبة فإن سعيدا كان قد تغير عقله في آخر عمره وقد خالفه شعبة في روايته عن قتادة عن أنس بن مالك ** فقال فيه: [كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه] وقد قيل: إنه إذا نزلت بالمسلمين نازلة أن الرفع عند ذلك جميل حسن كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم في الاستسقاء ويوم بدر قلت: والدعاء حسن كيفما تيسر وهو المطلوب من الإنسان لإظهار موضع الفقر والحاجة إلى الله عز و جل والتذلل له والخضوع فإن شاء استقبل القبلة ورفع يديه فحسن وإن شاء فلا فقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه و سلم حسبما ورد في الأحاديث وقد قال تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} ولم يرد صفة من رفع يدين وغيرها وقال: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا} [آل عمران: 191] فمدحهم ولم يشترط حالة غير ما ذكر وقد دعا النبي صلى الله عليه و سلم في خطبته يوم الجمعة وهو غير مستقبل القبلة

رابعاً: ذكر بعض الأدلة التي تؤكد رؤية أنس رضي الله عنه رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في غير الاستسقاء:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير