تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* القول الثالث: قول الشوكاني في نيل الأوطار ... والظاهر أنه ينبغي البقاء على النفي المذكور عن انس فلا ترفع اليد في شيء من الأدعية إلا في المواضع التي ورد فيها الرفع ويعمل فيما سواها بمقتضى النفي وتكون الأحاديث الواردة في الرفع في غير الاستسقاء أرجح من النفي المذكور في حديث أنس إما لأنها خاصة فيبنى العام على الخاص أو لأنها مثبتة وهي أولى من النفي وغاية ما في حديث أنس أنه نفى الرفع فيما يعلمه ومن علم حجة على من لم يعلم

الرد: يقال فيه ما قيل في غيره

* القول الراجح: أثبتُ بالأدلة الصحيحة رؤية أنس لرفع النبي يديه ولم يخالف قوله أبداً رضي الله عنه وقد ذكرت لك من قبل كلام الإمام النووي رغم أنه قال بالمبالغة أو أن أنس روى ما رأى والمثبت مقدم على النافي ولكن سبحان الله العظيم يذكر في المجموع تصحيح الحديث عند البيهقي عن أنس فتأمل بارك الله فيك فلا يكون عند النووي رحمه الله تعالى غير المبالغة وقد تم الرد على ما تأوله بالأدلة وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء في الحديث الذي ذكره أنس في غير الصلاة وهو واضح من تبويب العلماء وغير ذلك ...

* فلا يصرف النص عن ظاهره إلا بدليل ولا يوجد مع المخالف دليل فلابد من هذا المراد كي يعمل بكل الأدلة وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله ذلك في كتابه مختصر الفتاوى المصرية وأيضاً ابن عثيمين رحمه الله والشيخ حمد ابن عبد الله الحمد في شرح زاد المستقنع ولكن ليس من باب الترجيح ... ومعلوم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في حجة الوداع وهذا في أخر حياته صلى الله عليه وسلم

* أما الدليل العقلي

عند استعراض قول أنس رضي الله عنه تأمل (حَتَّى رأيت بَيَاضُ إِبْطَيْهِ) أقول كيف يرى أنس بياض إبطيه إلا وهو أمام النبي صلى الله عليه وسلم وليس خلفه وذلك رأى بياض إبطيه ولكنه إن يصلي صلاة الاستسقاء فإنه لا يراه من خلفه ويؤكد ذلك رواية أنس أيضاً عن الأعرابي الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي وهو على المنبر ورأى أنس بياض إبطيه والنبي على المنبر وأنس يسمع لدعاء النبي ويستدل على ذلك بأن هناك محذوف وهو على المنبر كما بينا سابقاً

وتأمل هذا الحديث حيث يوضح ويؤكد الدليل العقلي وهو في مسند الإمام أحمد: عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ جَافَى حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ من أين من خلفه هذا ...

الخلاصة

وبعد أن تم توضيح المراد بذكر الأدلة عن أنس رضي الله عنه لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه وأيضاً لرؤيته وغيره بياض أبطي النبي صلى الله عليه وسلم يكون الرد على من قال بالمبالغة ومن قال رؤية أنس وأنه ينفي وغيره يثبت وأتضح مراد أنس رضي الله عنه وهنا عملنا بالأدلة لأن الأصل في الأدلة الإعمال وليس الإهمال .. وحقيقة ما ذهبت إليه كان منذ زمن ولكني لم أجد قول من السلف يؤيده فتوقفت ثم شأ الله تعالى أن أجد ما يعين على هذا الفهم من السلف رضوان الله عليهم (تبويب البخاري رحمه الله وكلامه في جزء رفع اليدين أيضاً وابن خزيمة وغيرهم من التبويب وما نقلته عن ابن تيمية وابن عثيمين وحمد ابن عبد الله الحمد) فلله الحمد والمنة ومما سبق بيانه يتضح أن أنساً رضي الله عنه قصد بحديثه في رفع اليدين في الاستسقاء خطبة الجمعة (على المنبر) وليس في صلاة الاستسقاء كأنه يقول أنني لم أرى النبي صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه داعياً الله سبحانه وتعالى على المنبر إلا في الاستسقاء ولكني رأيته رافعاً يديه في الصلاة وغيرها كما بين في حديث القراء وكما بين غيره في الكسوف وفي الإنكار على بشر بن مروان وعند رمي الجمرة في الحج وبينوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفعها على المنبر ولكن يشير بأصبعه فتأمل ويتضح أن السنة الصحيحة المستفيضة توضح رفع اليدين في الدعاء وفي الصلاة بالضوابط الشرعية التي وضعها العلماء أما على المنبر فإن هديه صلى الله عليه وسلم ألا يرفعها ولكن يشير بأصبعه ولم يرفع الا في الاستسقاء. وإلا فكيف رأى أنس بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم وهو واقف ورائه يصلى فهذا لا يحدث أبداً إنما قصد الاستسقاء. عندما حدثه الأعرابي فكان أنس جالساً مع الصحابة وبين ذلك أما أنها كانت صلاة فهذا لا يصح أبداً لعدم استطاعته رؤية بياض إبطيه وهو يصلي خلفه هذا بعيد لمن تأمل بعيد جداً فهذا مراده واضحاً جلياً بينته من السنة الصحيحة بالأدلة السمعية وبالأدلة العقلية المبينة وممن أطلق الرفع في الدعاء الإمام البخاري كما بوب في ذلك

ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[08 - 02 - 08, 07:29 م]ـ

Question ارجو مشاركتكم

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 02 - 08, 11:31 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي، وبارك فيك. وليتك لم تصدر كلامك بذلك التخصيص .. ففي الملتقى كوكبة من أهل العلم والفضل والتقوى خير مني.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير