تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللباس وهو مقتضى كلام أحمد).

والحاصل أن من أطال شعره لقصد الإتباع ولم يراع هذه المقاصد وقع في محضور وخالف مقتضى الشرع من حيث أراد التقرب وهذا يوجب على المتنسك أن يكون فقيها لمقاصد الشرع مراعيا للأحوال مدركا لمعاني السنة.

الثانية: من يفعل ذلك تقليدا للكفار أو تشبها بالنساء أو لاستمالة النساء والتجمل لهن ونحو ذلك من المقاصد السيئة وقد ظهر عليه سيما أهل الفسق والبطالة. فهذا الفعل مذموم شرعا وفاعله آثم مخالف للشرع لأن مقصده محظور شرعا ولأنه يستعين بهذا الفعل على المعصية وكل مباح استعين به على فعل المحرم كان حكمه حراما مثله لأن الوسائل لها أحكام المقاصد. وقد جاءت الشريعة بالنهي عن التشبه بالكفار والنساء والفجار في نصوص كثيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود. ومن كان يظهر عليه الفسق وادعى التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تطويل شعره كذب في دعواه لكثرة مخالفته للسنة في خصال كثيرة.

وأخيرا أوصي الشباب المتأثرين بالغرب أن يتوبوا إلى الله ويقصروا رؤوسهم ويقلعوا عن تتبع الموضات والصرخات العصرية المحرمة.

وأوصي أهل الإستقامة أن يراعوا عرف أهل الصلاح في قومهم وأن لا يطيلوا شعورهم خشية التشبه بالفساق والشذوذ عن أهل المروءة والصلاح وأن يتمهلوا ويتمعنوا في مقاصد الشرع وينظروا في كلام العلماء الكبار. قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: (إطالة شعر الرأس لا بأس به، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له شعر يقرب أحيانا إلى منكبيه، فهو على الأصل لا بأس به، ولكن مع ذلك هو خاضع للعادات والعرف، فإذا جرى العرف واستقرت العادة بأنه لا يستعمل هذا الشيء إلا طائفة معينة نازلة في عادات الناس وأعرافهم فلا ينبغي لذوي المروءة أن يستعملوا إطالة الشعر 000، فإذا جرى بها العرف وصارت للناس كلهم شريفهم و وضيعهم فلا بأس به، أما إذا كانت لا تستعمل إلا عند أهل الضعة فلا ينبغي لذوي الشرف والجاه أن يستعملوها).

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

خالد سعود البليهد

المصدر: موقع صيد الفوائد

ـ[الدهيسي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 03:53 م]ـ

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير