تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لو كان لها رائحة لم يجلس فيه أحد]

ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[11 - 02 - 08, 11:00 م]ـ

[لو كان لها رائحة لم يجلس فيه أحد]

يتجدد الأنس والإخاء، والمحبة والصفاء، في مجالس يرتادها الأصحاب سواء كان ذلك عن طريق مجالس السمر والرحلات، أو عن طريق المجالس التي في الأعمال، أو غير ذلك من المجالس التي يحصل بها الاجتماع وتبادل الإخاء ..

وبيت القصيد من هذا الموضوع، هو كلمات الفحش والبذاءة التي تتصدر بعض هذه المجالس من غير مراعاة لآداب الكلام، والمحافظة على القيم والمبادئ التي تحفظ مكانة الإنسان بين أقرانه وأصحابه، حيث ترسل كلمات السباب والفحش والبذاءة من باب المزاح والضحك، ولا يُلتفت لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق) (1)، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش) (2): ويقول فيما روى الترمذي: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) (3).

ويقول صلى الله عليه وسلم: (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) (4) ومن الملاحظ أنه يُنسى في هذه المجالس حقوق الإخاء على حساب الأنس، وتخدش كرامة المرء بحجة المزاح، وهكذا دواليك من مجلس إلى آخر، حتى تفقد معاني الإخاء، وتطمس معالم الكرامة، ويخدش الحياء، ويساء الأدب، ويتفرق الأصحاب ويحصل العداء، ولو كان لكلمات الفحش رائحة ما جلس أحد في مجلس يقال فيه ذلك، وذلك لنتن بعض الكلمات التي تأجج الغرائز، وتثير البغضاء، وتهين النفوس.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائدُ ألسنتهم) نسأل الله العافية!!

أسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل خير، وأن يجعلنا ممن يحفظون ألسنتهم من القول الفاحش والكلام البذيء، إنه سبحانه بالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..


(1) رواه البخاري ومسلم.
(2) رواه مسلم.
(3) رواه الترمذي وصححه الألباني.
(4) رواه البخاري.

عبد الله بن سعيد آل يعن الله

المصدر: موقع صيد الفوائد

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير