تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* * *

وكأن عليًّا ذهب بقوله:"فارقوا دينهم"، خرجوا فارتدوا عنه، من"المفارقة".

* * *

وقرأ ذلك عبد الله بن مسعود، كما:-

14255 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن رافع، عن زهير قال، حدثنا أبو إسحاق أن عبد الله كان يقرؤها: (فَرَّقوا دِينَهُمْ).

وعلى هذه القراءة = أعني قراءة عبد الله = قرأة المدينة والبصرة وعامة قرأة الكوفيين. وكأنّ عبد الله تأوّل بقراءته ذلك كذلك: أن دين الله واحد، وهو دين إبراهيم الحنيفية المسلمة، ففرّق ذلك اليهود والنصارى، فتهوّد قومٌ وتنصَّر آخرون، فجعلوه شيعًا متفرقة.* * *

وفى موضع ثالث:-

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق وفرقه، وكانوا فرقًا فيه وأحزابًا شيعًا، وأنه ليس منهم. ولا هم منه، لأن دينه الذي بعثه الله به هو الإسلام، دين إبراهيم الحنيفية، كما قال له ربه وأمره أن يقول: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة الأنعام: 161].

فكان من فارق دينه الذي بعث به صلى الله عليه وسلم من مشرك ووثنيّ يهودي ونصرانيّ ومتحنِّف، مبتدع قد ابتدع في الدين ما ضلّ به عن الصراط المستقيم والدين القيم ملة إبراهيم المسلم، فهو بريء من محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد منه بريء، وهو داخل في عموم قوله: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء).

* * *

، وقال القرطبى رحمه الله:

قوله تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم) قرأه حمزة والكسائي (فارقوا) بالألف، وهي قراءة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، من المفارقة والفراق.

على معنى أنهم تركوا دينهم وخرجوا عنه.

وكان علي يقول: والله ما فرقوه ولكن فارقوه.

وقرأ الباقون بالتشديد، إلا النخعي فإنه قرأ " فرقوا " مخففا، أي آمنوا ببعض وكفروا ببعض.

والمراد اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك.

وقد وصفوا بالتفرق، قال الله تعالى: " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة (4) ".

وقال: " ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله (5) ".

وقيل: عنى المشركين، عبد بعضهم الصنم وبعضهم الملائكة.

وقيل: الآية عامة في جميع الكفار.

وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عز وجل به فقد فرق دينه.

وروي أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية " إن الذين فرقوا دينهم " هم أهل البدع والشبهات، وأهل الضلالة من هذه الأمة.

والله تعالى اعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير