تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما ما نسب إلى رسول الله من أحاديث، فيجب أن يوضع في ميزان القرآن فما وافق منه القرآن، فلنأخذ به، وما خالف منها القرآن، أو وضع أحكاما لم يأت بها القرآن، أو أحل حراما، أو حرم حلالا، لم يأت ذكره في القرآن، فيجب تركه وعدم العمل به.

طاعة الرسول بعد وفاته:

أما طاعتنا للرسول بعد وفاته ففيما جاء به من قرآن، وفي بيانه لكيفية عبادة الله من صلاة وزكاة وصيام وحج وطهارة وغيرها من عبادات، وطاعته صلى الله عليه وسلم والتأسي به، وكيف أنه كان يطيع الله ويعبده ويتبع ما أوحي إليه. والتأسي به صلى الله عليه وسلم في خلقه العظيم، والطاعة في هذا واجبة على جميع المسلمين سواء في حياة الرسول أو بعد مماته، ووجوب طاعة الرسول في ما جاء به من قرآن للأسباب التالية:

- القرآن هو الإسلام وهو الدين وهو الشريعة.

– القرآن وصل إلينا بالتواتر عن جمع غفير من المسلمين أحالت العادة دون تواطؤهم على الكذب.

– القرآن ذكر للعالمين في حياة الرسول وبعد مماته.

إذن فطاعته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته تكون في الإيمان بما جاء به من قرآن والعمل به، لأن ما جاء به الرسول وبلغه عن ربه من قرآن وعبادات هو كلام الله وهو الإسلام، وشرعه ودينه وحكمه وأمره للناس، فليس لمسلم مؤمن بدين الإسلام أن يرده أو يعارضه ما دام أنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد –صلى الله عليه وسلم– رسولاً, ولا سبيل لمسلم إلا أن يعمل بما جاء فيه من أحكام ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

هذا نتيجة بحثي وإدراكي الشخصي وما أوقن به منذ سنوات حول ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أقوال وأفعال من غير القرآن، فأنا لا أنكر كل ما ورد عن الرسول ولا يمكنني ذلك، ولا أقبله كله كذلك، وإنما أضعه في ميزان القرآن والعقل والبحث العلمي، فما رجحه القرآن والعقل والبحث العلمي أعتمده كدين ووحي من عند الله، وقد جئت بتلك المقتطفات من كتاباتي التي كتبتها منذ سنوات وهي منشورة على الكثير من المواقع، حتى لا يزايد أحد علي في هذه المسألة، وحتى لا يظن أحد أنني أتبع ذلك الفكر المبتور الأعور الذي يسمى بـ (فكر القرآنيين).

ومن هنا أطالب جميع المهتمين بالفكر الديني الإسلامي في كافة مواقعهم، أن يعتمدوا القرآن الكريم كمرجعية وحيدة للحكم على ما جاء فيما يسمى بالسنة من أحكام تشريعية ودينية وتحريمية، وكذلك على الاجتهادات الفقهية لكل من تصدر للفتوى والاجتهاد، وألا نحكم بالسنة على القرآن في الجانب التشريعي الأحكامي، بل العكس هو الصحيح، ولنعلم أنه لن يستقيم الدين باستقلال البعض بأحدهما وإعفاء الآخر، ولنعلم كذلك أن ما نسب إلى الرسول قد يحمل في جزء ليس بقليل منه، الكثير من التنبؤات الغيبية المستقبلية، وقد تحقق جزء كبير منها، وهي بالتأكيد من الوحي الذي أوحى الله به إلى خاتم النبيين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وبدون ذلك سيظل الباب مفتوحا على مصراعيه للاختلاف والتناقض والتضارب في أحكام الدين.

ومما أعلمه وأوقن به كذلك من خلال إدراكي ودراستي الشخصية لهذا الموضوع، أن كل ما ورد عن الرسول في كتب السنن كالبخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها من كتب التراث والتاريخ، لا أكذبه كله ولا أصدقه كله، ومع ذلك أرى أنه قد يكون هناك الكثير مما ورد في هذه الكتب من أقوال وأفعال تنسب إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام كحياته الشخصية وصفاته وأقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه واجتهاداته، قد تكون صدرت عنه بالفعل، وقد تكون صحيحة في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام، فليس من المنطق ولا من العقل ولا من البحث العلمي الجاد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يتكلم بكلمة واحدة في فترة تبليغه للرسالة والتي مكثت نحو ثلاثة وعشرون عاما إلا بالقرآن فقط، فهذا محال ولا يقول به من ليس لديه أدنى مسكة من عقل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير