[حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم]
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[18 - 02 - 08, 12:02 م]ـ
وقفات مع حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن الحديث عن نبينا وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث تنشرح له صدور أهل الإيمان، وتتشوق له نفوس الصالحين، ويدفع العاملين إلى الاستقامة على الصراط المستقيم، كيف لا وهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وخاتم النبيين، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قد خصه الله تعالى بخصال رفيعة كثيرة انفرد بها عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام فهو أول من يعبر على الصراط يوم القيامة، وأول من يقرع باب الجنة ويدخلها، وله المقام المحمود ولواء الحمد، وهو أول شافع ومشفع.
وفي هذه السطور أستعرض معك أخي القارئ شيئاً من الحقوق الواجبة علينا تجاه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
1 - يمكن ابتداءً أن نجعل حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة الجامعة التي سطرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قائلاً: ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله:طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع [1].
2 - وإن من أهم ما يجب علينا تجاه حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً، ونقدمها على محبة النفس والولد والناس أجمعين.
قال تعالى: ((قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)) (التوبة:24).
يقول القاضي عياض عن هذه الآية: فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم إذ قرَّع سبحانه من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وأوعدهم بقوله تعالى: ((فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)) ثم فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله [2].
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) [3].
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وذكر منها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)) [4].
ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في صدق وتمام المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للعباس: ((أن تُسْلم أحب إليَّ من أن يسلم الخطاب؛ لأن ذلك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: ما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه.
ولا شك أن لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم علامات، منها كثرة ذكره له، فمن أحب شيئاً أكثر ذكره، ومنها كثرة شوقه إلى لقائه، فكل حبيب يحب لقاء حبيبه.
ومنها محبته لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، وعداوة من عاداهم، وبغض من أبغضهم وسبهم، فمن أحب شيئاً أحب من يحبه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين: اللهم إني أحبهما فأحبهما.
ومن علامة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم شفقته على أمته، ونصحه لهم، وسعيه في مصالحهم، ورفع المضارّ عنهم، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رءوفاً رحيماً [5].
3 - ومن أهم وأكثر علامات محبته صلى الله عليه وسلم: متابعته والاقتداء به.
¥