تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 03 - 02, 07:29 ص]ـ

محمد الأمين

هل مراسيل ابن المسيب وابن سيرين مقبولة؟

الخلاف مشهور حول هذه القضية. فهل من عنده بحث فيها؟ قرأت كلاماً للأحناف يؤيد المراسيل كلها وهو كلام ليس بجيد. وقرأت كلاما لابن حزم يعتبر المراسيل كلها ليست بحجة إلا إن كان الإجماع على ما جاء في الحديث كما في حديث لا وصية لوارث.

لكني مع ذلك لا أطمئن لما يتفرد به ابن حزم. فهل من عنده بحث جيد حول هذه القضية؟ أقصد المرسل الصالح للاحتجاج والمرسل الذي ليس بحجة.

خالد بن عمر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد فهذا بحث لطيف حول المرسل من حيث تعريفه وحكمه وقبوله أو رده وغير ذلك مما سيمر في اثناء هذا البحث

أولا تعريف المرسل:

أختلف أهل العلم في تعريف الحديث المرسل على عدة أقوال

وأصحها والله اعلم أنه

قول التابعي قال رسول الله بدون ذكر واسطة بنهما

وهناك تعاريف كثيرة غير هذا لا أود سردها

وأهل العلم مختلفون في قبول المرسل ورده على ثلاثة اقوال والله أعلم

أولا:الذين ردوها مطلقا وهم:

ابن حزم رحمه الله

قال في الإحكام في أصول الأحكام (1/ 201) ط دار الحديث (المرسل هو من الحديث هو الذي سقط بين أحد رواته وبين النبي صلى الله عليه وسلم ناقل واحد فصاعدا، وهو المنقطع أيضا، وهو غير مقبول، ولا تقوم به حجة لأنه عن مجهول، وقد قدمنا أن من جهلنا حاله ففرض علينا التوقف عن قبول خبره وعن قبول شهادته حتى نعلم حاله وسواء قال الراوي العدل حدثنا الثقة أو لم يقل، لا يجب أن يلتفت إلى ذلك، إذ قد يكون عنده ثقة من لا يعلم من جرحته ما يعلم غيره، وقد قدمنا أن الجرح أولى من التعديل، وقد وثق سفيان جابرا الجعفي، وجابر من الكذب والفسق والشر والخروج عن الإسلام بحيث قد عرف، ولكن خفي أمره على سفيان فقال بما ظهر منه إليه،ومرسل سعيد بن المسيب ومرسل الحسن البصري، وغيرهما سواء، ولا يؤخذ منه بشيء، وقد ادعى بعض من لا يُحصِّل ما يقول (وهو الخصيب بن ناصح مصري متأخر لم يدرك الحسن)، أن الحسن البصري كان إذا حدثه بالحديث أربعة من الصحابة أرسله، قال فهو أقوى من المسند … قال وقد كان في عصر الصحابة منافقون ومرتدون، فلا يفبل حديث قال راويه فيه عن رجل من الصحابة، أو حدثني من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حتى يسميه ويكون معلوما بلصحبة الفاضلة ممن شهد الله لهم بالفضل والحسنى … قال ولقاء التابع لرجل من أصاغر الصحابة

شرف وفخر عظيم،فلأي معنى يسكت عن تسميته لو كان ممن حمدت صحبته، ولا يخلو سكوته من أحد وجهين:إما أنه لا يعرف من هو ولا عرف صحة دعواه الصحبة،أو لأنه كان من بعض ما ذكرنا.

(وذكر قصة تكذيب ابن عمر لما سألته عنه أسماء بنت أبي بكر عن الأشياء الثلاثة، وتكذيب ابن عمر لذلك،أخرج القصة مسلم رحمه الله في الصحيح حديث رقم 2069)

وقال ابن حزم فهذه أسماء وهي صاحبة .. قد حدثها بالكذب من شغل بالها حديثه عن ابن عمر حتى استبرأت ذلك.

فال: والمخالفون لنا في قبول المرسل هم أصحاب أبي حنيفة وأصحاب مالك،وهم أترك خلق الله للمرسل إذا خالف مذهب صاحبهم ورأيه (وذكر أمثلة لذلك عن المالكية والحنفية) وقال:فإنما أوقعهم في الأخذ بالمرسل، أنهم تعلقوا بأحاديث مرسلات في بغض مسائلهم فقالوا فيها بالأخذ بالمرسل ن ثم تركوه في غير تلك المسائل، وإنما غرض القوم نصر المسألة الحاضرة بما أمكن من باطل أوحق ولا يبالون بان يهدموا بذلك ألف مسألة لهم، ثم لا يبالون بعد ذلن بإبطال ما صححوه في هذه المسألة إذا أخذوا في الكلام في أخرى.ا. هـ

وقد ذكر مسلم في مقدمة صحيحه (والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالاخبار ليس بحجة) (1/ 132) ط الكتب الثقافية

وحكى ابن عبد البر عن جماعة من اهل الحديث (التمهيد 1/ 17) أن المرسل ليس بحجة

وقال ابن الصلاح في كتابه (شرح علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح ص 74) ط الكتب الثقافية مع التقييد للعراقي (ثم اعلم انه حكم الحديث المرسل حكم الحديث الضعيف أن يصح مخرجه من وجه آخر كما سبق بيانه في نوع الحسن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير