تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: فما فعل الله بك؟ قال: أدخلني الجنة وقال لي: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:24] فهذا كان معوقاً لكن سلم قلبه.

... وهناك كثير من أهل العلم والفضل ابتلاهم الله تبارك وتعالى بنوع من أنواع البلاء، فعندنا مثلاً الإمام الأعرج عبد الرحمن بن هرمز، وهو من أشهر الرواة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ولا يعرف في كتب الحديث إلا بـ الأعرج، وكذلك عاصم بن سليمان الأحول، لا يعرف في الكتب إلا بـ الأحول، فإذا قيل: الأحول عن أنس فهو عاصم بن سليمان، وكذلك الإمام الترمذي صاحب السنن ولد أعمى، والإمام حماد بن زيد -أيضاً- ولد أعمى، وكذلك قال العلماء في ترجمة حماد بن سلمة: كان عابداً زاهداً لو قيل له القيامة غداً ما قدر أن يزيد في عمله شيئاً، وكان حماد بن زيد ضريراً ويحفظ حديثه كله، وهو من الأئمة الثقات الذين عقدت عليهم الخناصر في العدالة والضبط.

عروة بن الزبير الصابر المحتسب

وفي الحكاية الصحيحة الثابتة: أن عروة بن الزبير بن العوام -وهو أحد التابعين الكبار- رحل إلى عبد الملك بن مروان، وكان في رجله مرض ودبت إلى رجله الأكلة، فلما وصل إلى عبد الملك بن مروان استشرى المرض في رجله، فقال الطبيب له: لا حل إلا أن نقطعها لك، قال: وكيف ذلك؟ قالوا: تشرب خمراً حتى نستطيع أن نقطعها لك فلا تتألم.

فقال: ما كنت لأستعين على دفع بلاء الله بمعصية الله، ولكن دعوني حتى إذا دخلت في الصلاة فاقطعوها -لولا أن أسانيد هذه القصة صحيحة لما كاد المرء يصدقها! - قال: فلما دخل في الصلاة قطعوها فما أحس بها، وبعد أيام من قطع رجله، سقط ولده من على سطح الدار فمات، -وكان عنده سبعة أولاد- فبلغ ذلك عروة فقال: اللهم لك الحمد، أخذت واحداً وأبقيت ستة، وأخذت عضواً وأبقيت ثلاثة، اللهم لئن ابتليت فلقد عافيت، ولئن أخذت فلقد أبقيت، قال الله تبارك وتعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].

واعلم أنه ليس هناك فيما أعلم ما يدل على أنه ارتكب ذنباً معيناً كان سبب بلائه ومع ذلك فلا يلزم أن يكون البلاء بسبب ذنب، فأكثر الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما دلت على ذلك النصوص الصحيحة الكثيرة.

ثم إن الإشتغال بتتبع ذنوب الأنبياء من شأن أهل الكتاب، فلا ينبغي ذكر شيء لم يذكر في كتاب الله ولا في صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن تتبع أقوال المفسرين في ذكرهم لذنب داود عليه السلام تبين له شناعة ما ذكروه من الأساطير والأباطيل.

القصة السابعة: المتألي على الله.

قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر فقال خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر اذهبوا به إلى النار قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت (أهلكت) دنياه وآخرته.

رواه أبو داود (2/ 693) و 4901 قال الشيخ الألباني: صحيح

ورواه أحمد بن حنبل (2/ 323) 8275 بلفظ: قال لي أبو هريرة: يا يمامي لا تقولن لرجل والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدا قلت يا أبا هريرة ان هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب قال فلا تقلها فإني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول كان في بنى إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدا في العبادة وكان الآخر مسرفا على نفسه فكانا متآخيين فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب فيقول يا هذا أقصر فيقول خلني وربي أبعثت على رقيبا قال إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه فقال له ويحك اقصر قال خلني وربى أبعثت على رقيبا قال فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدا قال أحدهما قال فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا فقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر أكنت بي عالما أكنت على ما في يدي خازنا اذهبوا به إلى النار قال فوالذي نفس أبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير