تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مشروعية ... تقبيل يد العالم والسلطان العادل ...]

ـ[مستور مختاري]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:57 ص]ـ

صور إجلال الناس لأصحاب الحقوق عليهم تختلف باختلاف أعراف القوم وعاداتهم، فمثلاً نراهم في بلاد الجزيرة العربية يقبلون الوالد من أنفه إكرامًا له، ويقبلون رأس العالم، والأصل في كل ذلك الإباحة ما لم يرد نهي عن صورة مخصوصة يقع فيها المسلمون.

أما عن مسألة تقبيل يد العالم؛فيجوز ذلك للعالم الورع، والسلطان العادل، والوالدين، والأستاذ، وكل من يستحق التعظيم والإكرام، فعن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة قال: فدنونا من النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده ([1] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn1)).

وقد أجمعت المذاهب الفقهية على عدم حرمة تقبيل يد العالم الصالح لدينه، وذهبوا إلى جواز ذلك واستحبابه، وفيما يلي النقل من المذاهب الفقهية المعتمدة:

فالحنفية صرحوا بجواز تقبيل يدل العالم الصالح على سبيل التبرك والكرامة، قال الحصكفي الحنفي: «(ولا بأس بتقبيل يد) الرجل (العالم) والمتورع على سبيل التبرك. درر. ونقل المصنف عن الجامع أنه لا بأس بتقبيل يد الحاكم والمتدين (السلطان العادل)» ([2] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn2)).

وقال ابن نجيم: «وتقبيل يد العالم والسلطان العادل لا بأس به؛ لما روي عن سفيان أنه قال: تقبيل يد العالم والسلطان العادل سنة» ([3] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn3)).

وذكر الزيلعي في تقبيل اليد ما نصه: «وأما على وجه البر والكرامة فجائز، ورخص الشيخ الإمام شمس الأئمة السرخسي، وبعض المتأخرين تقبيل يد العالم أو المتورع على سبيل التبرك، وقبل أبو بكر بين عيني النبي صلى الله عليه وسلم بعدما قبض، وقال سفيان الثوري: تقبيل يد العالم أو يد السلطان العادل سنة، فقام عبد الله بن المبارك فقبل رأسه» ([4] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn4)).

قال محمد البابرتي الحنفي: «فأما على وجه البر والكرامة إذا كان عليه قميص أو جبة فلا بأس به. وعن سفيان رحمه الله: تقبيل يد العالم سنة، وتقبيل يد غيره لا يرخص فيه» ([5] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn5)).

وأما المالكية، فقد نقل عن الإمام مالك الكراهة، واتفق محققو المالكية مع الجمهور على جواز ذلك، وفسروا ما نقل عن الإمام مالك من الكراهة إن كان يفضي إلى الكبر، قال الأبهري: «وإنما كرهه مالك إذا كان على وجه التعظيم والتكبر»،وقال النفراوي: «ومنها تقبيل الأعرابي الذي قال: أرني آية، فقال: (اذهب إلى تلك الشجرة، وقل لها: النبي صلى الله عليه وسلم يدعوك) فتحركت يمينًا وشمالاً، وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول: السلام عليك يا رسول الله، فقال له: (قل لها ارجعي) فرجعت كما كانت، فقبل الأعرابي يده ورجله، وأسلم»،وغير ذلك من الأحاديث.

إنكار مالك لما روي في تقبيل اليدين إن كان من جهة الرواية، فمالك حجة فيها لأنه إمام الحديث، وإن كانت من جهة الفقه، فلما تقدم،وعمل الناس على جواز تقبيل يد من يجوز ([6] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn6)) التواضع له وإبراره، فقد قبلت الصحابة يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الرسول لفاطمة، ومن الصحابة من بعضهم، وظاهر كلامه ولو كان ذو اليد عالمًا، أو شيخًا، أو سيدًا، أو والدًا حاضرًا، أو قادمًا من سفر، وهو ظاهر المذهب» ([7] ( http://www.dar-alifta.com/viewBayan.aspx?ID=199#_ftn7)).

وقد صرح الشافعية باستحباب تقبيل يد العالم الورع، وكذلك كل صور الإجلال له ولغيره من أصحاب الفضيلة، قال النووي: «المختار استحباب إكرام الداخل بالقيام له إن كان فيه فضيلة ظاهرة من: علم، أو صلاح، أو شرف، أو ولاية، مع صيانة، أو له حرمة بولاية، أو نحوها، ويكون هذا القيام؛ للإكرام لا للرياء والإعظام، وعلى هذا استمر عمل السلف للأمة وخلفها (الرابعة): يستحب تقبيل يد الرجل الصالح، والزاهد، والعالم، ونحوهم من أهل الآخرة، وأما تقبيل يده لغناه، ودنياه، وشوكته، ووجاهته عند أهل الدنيا بالدنيا، ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة، وقال المتولي: لا يجوز، فأشار إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير