تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- فإنه مناف لدين الله بالكلية، فإن العرض متى انتهك سقط الاحترام والتعظيم، فسقط ما جاء به من الرسالة فبطل الدين، فقيام المدح والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله وسقوط ذلك سقوط الدين كله، وإن كان ذلك وجب علينا أن ننتصر له ممن انتهك عرضه، ويقول الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} فأخبر سبحانه أن شانئه «مبغضه» هو الأبتر والبتر القطع. ومما قاله ابن تيمية عن هذه الآية: «إن الله سبحانه بتر شانئ رسوله من كل خير، فيبتر ذكره وأهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحاً لمعاده ويبتر قلبه فلا يعي الخير، ولا يؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصراً ولا عوناً، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق طعماً ولا يجد لها حلاوة.

وذكر السبكي أن سبب تأليفه لكتابه (السيف المسلول على من سب الرسول) قال إن فتيا رفعت إليّ في نصراني سب ولم يسلم، فكتبت عليها، يقتل النصراني المذكور، كما قتل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كعب بن الأشرف ويطهر الجناب الرفيع من ولوغ الكلب:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم إلى أن قال السبكي: وليس لي قدرة أن أنتقم بيدي من هذا الساب الملعون والله يعلم أن قلبي كاره منكر، ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب هاهنا .. فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم، وأسأل الله عدم المؤخذة بما تقصر يدي عنه، وأن ينجيني كما نجى الذين ينهون عن السوء إنه عفو غفور، ولقد سأل الخليفة هارون الرشيد الإمام مالك في رجل شتم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذكر له أن بعض المتفقهة افتوا بجلده، فغضب مالك وقال يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من شتم الأنبياء قتل.

عباد الله ولقد تسامع الناس بما ينشر في صحف غربية، من إصرار على التطاول والانتقاص لسيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين وخير الخلق أجمعين والمبعوث رحمة للعالمين.

وهذا الأمر الموجع يوجب علينا أن ننصره ونجله بالقلب واللسان والقلم والمال ومن ذلك بذل المال في طباعة ما كتب في الذب عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد أمر الله تعالى بذلك في قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} فالواجب علينا أن ننصره ونمنعه من كل ما يؤذيه، كما يتعين علينا إجلاله وإكرامه ومحبته عليه الصلاة والسلام والمقصود أن يجتهد أهل الإسلام عموماً في الذب عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والانتصار لمقامه الشريف بأبي هو وأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأن يبذل الجميع قصارى طاقتهم تجاه هذه الواقعة ونظائرها، ولو بالمقاطعة لمنتجاتهم، وعلى المسلمين أن يبغضوا اليهود والنصارى والمشركين بقلوبهم وأن يدعوا عليهم بالهزيمة ويسألوا الله أن ينصر المسلمين عليهم في كل مكان، اللهم عليك بمن سب رسولك. اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم أشدد وطأتك عليهم، ومزقهم تمزيقاً ودمرهم تدميراً، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله العليم الحليم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات اللهم أغثنا بنصر نبيك ونصر دينك، وأنزل العقوبة العاجلة التي لا ترد عن القوم الظالمين بمن سب رسولك وسخر به.

عباد الله: من حقق إيمانه برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علم أن محبته عليه الصلاة والسلام آكد عليه من محبة والده وولده والناس أجمعين، بل يكون عليه الصلاة والسلام أحب إليه من نفسه، لما روى البخاري من حديث عبد الله بن هشام، قال كنا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال له عمر: «فإنه الآن والله لأنت أحبُ إليَّ من نفسي فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (الآن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير