تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما اتخاذه – أي: التسبيح بالمسبحة - من غير حاجة، أو إظهاره للناس، مثل تعليقه في العنق، أو جعله كالسوار في اليد، أو نحو ذلك: فهذا إما رياء للناس، أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول: محرم، والثاني: أقل أحواله الكراهة؛ فإن مراءاة الناس في العبادات المختصة، كالصلاة، والصيام، والذِّكر، وقراءة القرآن: من أعظم الذنوب.

" مجموع الفتاوى " (22/ 506).

3 - أن التسبيح بها بالأصابع مع غفلة القلب واللسان عن الذِّكر: تسبيح باطل، لا أجر لصاحبه.

قال المناوي رحمه الله:

أما ما ألفهُ الغَفَلَة البَطَلَة، من إمساك سُبحة، يغلب على حباتها الزينة، وغلو الثمن، ويمسكها من غير حضور في ذلك، ولا فِكر، ويتحدث، ويسمع الأخبار، ويحكيها وهو يحرك حباتها بيده، مع اشتغال قلبه ولسانه بالأمور الدنيوية: فهو مذموم، مكروه، من أقبح القبائح.

" فيض القدير " (4/ 468).

وقال ابن الحاج العبدري رحمه الله:

وبعضهم يمسكها – أي: السبحة - في يده ظاهرة للناس، ينقلها واحدة واحدة، كأنه يعدُّ ما يذكر عليها، وهو يتكلم مع الناس في القيل والقال، وما جرى لفلان، وما جرى على فلان، ومعلوم أنه ليس له إلا لسان واحد، فعدُّه على السبحة على هذا: باطل؛ إذ إنه ليس له لسان آخر حتى يكون بهذا اللسان يذكر، واللسان الآخر يتكلم به فيما يختار، فلم يبق إلا أن يكون اتخاذها على هذه الصفة من الشهرة، والرياء، والبدعة.

" المدخل " (3/ 205).

ثانياً:

اطلعنا على البرنامج المشار إليه في السؤال، والذي ظهر لنا أنه أهون من التسبيح على السبحة، فإذا قيل بأن السبحة جائزة فهذا البرنامج جائز، وذلك لأن بعض المحذورات الموجودة في استعمال السبحة غير موجودة في هذا البرنامج، كمراءاة الناس بالسبحة، أو عد التسبيح باليد مع كون القلب واللسان مشغولين بأمور دنيوية والحديث مع الناس.

غير أننا ننبه على أمور:

1 - أن الأذكار التي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تقييدها بعدد لا يشرع التزام عدد معين فيها، بل يذكر المسلم ربه ما شاء، قليلاً أو كثيراً.

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

"الأصل في الأذكار والعبادات: التوقيف، وألا يُعبد الله إلا بما شرع، وكذلك إطلاقها، أو توقيتها، وبيان كيفياتها، وتحديد عددها، فيما شرعه الله من الأذكار، والأدعية، وسائر العبادات مطلقاً عن التقييد بوقت، أو عدد، أو مكان، أو كيفية: لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية، أو وقت، أو عدد، بل نعبده به مطلقاً كما ورد، وما ثبت بالأدلة القولية، أو العملية تقييده بوقت، أو عدد، أو تحديد مكان له، أو كيفية: عبدنا الله به، على ما ثبت من الشرع له" انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.

" مجلة البحوث الإسلامية " (21/ 53)، و " فتاوى إسلامية " (4/ 178).

ولتنظر أجوبة الأسئلة: (22457) و (21902).

2 - في البرنامج أيقونة عنوانها " أسماء الله الحسنى "، وقد اعتمد واضعها على رواية الترمذي لعد الأسماء التسعة والتسعين، وهي رواية ضعيفة باتفاق أهل العلم بالحديث.

وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (72318).

مع التنبيه على أنه لا يشرع أن يذكر الله تعالى باسمه المفرد، فلا يشرع أن يذكر الله قائلاً يا الله، يا الله، يا الله. أو: يا قدوس يا قدوس ... إلخ.

وانظر جواب السؤال رقم (9389) و (91305).

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/128914

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[24 - 09 - 09, 04:32 م]ـ

جزاك الله خيرًا، يا أبا طارق

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:52 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 07:32 م]ـ

جزاكما الله خيراً

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:53 م]ـ

جزاكم الله خيرا شيخنا أبا طارق وبارك فيكم .....

تفصيل طيب مبارك استفدنا منه ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير