[بحث في التثاؤب نفيس]
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[26 - 02 - 08, 07:58 م]ـ
http://heartsfondofallah.com/ib/index.php?showtopic=14061
من موقع قلوب محبة لله
.. :: التثاءب في صحيح السُنة:: ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان)
رواه البخاري 3046 و مسلم 5310 و أبو داود 4372 و الترمذي 338 و ابن ماجة 958 و الإمام أحمد في المسند 8797
و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان) و عند الإمام أحمد (فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب)
رواه البخاري 5758 و أبو داود 4373 و الترمذي 2670 و 2671 و الإمام أحمد في المسند 9165
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل ". رواه مسلم
و عند البخاري " إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع ولا يقل: ها فإنما ذلكم من الشيطان يضحك منه "
أما حديث ابن ماجة [إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي؛ فإن الشيطان يضحك منه] فقد قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة (5/ 440): موضوع بهذا اللفظ
قال الحافظ ابن حجر [في فتح الباري بتصرف]:
[ ... قوله: (وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان)
قال ابن بطال إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة، أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه. لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب.
وقال ابن العربي: قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك لأنه واسطته، قال: والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل وذلك بواسطة الشيطان، والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملك.
وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل.
قوله: (فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع)
أي يأخذ في أسباب رده، وليس المراد به أنه يملك دفعه لأن الذي وقع لا يرد حقيقة، وقيل معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب، وجوز الكرماني أن يكون الماضي فيه بمعنى المضارع.
قوله: (فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان)
في رواية ابن عجلان " فإذا قال آه ضحك منه الشيطان " وفي حديث أبي سعيد " فإن الشيطان يدخل " وفي لفظ له " إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل " هكذا قيده بحالة الصلاة، وكذا أخرجه الترمذي من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ " التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع " ...
... قال شيخنا في شرح الترمذي: أكثر روايات الصحيحين فيها إطلاق التثاؤب، ووقع في الرواية الأخرى تقييده بحالة الصلاة فيحتمل أن يحمل المطلق على المقيد، وللشيطان غرض قوي في التشويش على المصلي في صلاته، ويحتمل أن تكون كراهته في الصلاة أشد، ولا يلزم من ذلك أن لا يكره في غير حالة الصلاة.
وقد قال بعضهم: إن المطلق إنما يحمل على المقيد في الأمر لا في النهي، ويؤيد كراهته مطلقا كونه من الشيطان، وبذلك صرح النووي،
قال ابن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة، وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة ...
... وأما قوله في رواية مسلم " فإن الشيطان يدخل " فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة، وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكرا لله تعالى، والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة. ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه؛ لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه.
¥