تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم قراءة سورة العصر عند ختام المجلس ..]

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 02:48 ص]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..

اعتاد بعض الإخوة على ختم مجالسهم بقراءة سورة العصر، فقام اّخرون بالإنكار عليهم وتبديع هذا الفعل، فأردتُ هنا أن أضع بعض النقاط؛ حتى نكون جميًا على بصيرة في هذا الأمر، والله الموفق ..

1 – لم يثبت قراءة سورة العصر في ختام المجلس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا ..

2 – لكن نقل ذلك أبو مدينة الدارمي رضي الله عنه – وقد أثبت له الطبراني رحمه الله صحبة – عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم:

فقد روى أبو داود رحمه الله في الزهد (ج1 ص440 الشاملة) و الطبراني رحمه الله في الأوسط (ج11 ص359 – الشاملة) والبيهقي رحمه الله في شعب الإيمان (ج19 ص59 الشاملة) (1) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي مدينة الدارمي أنه قال:

(كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى

يقرأ أحدهما على الآخر: (و العصر إن الإنسان لفي خسر)، ثم يسلم أحدهما على الآخر)

وهذا الإسناد إسناد صحيح:

* قال الإمام الهيثمي رحمه الله عنه في مجمع الزوائد (ج10 ص233) رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح.

وقال (ج10 ص307): (رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة وهو ثقة)

* وصححه العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 2648 ..

3 – ذكر فضيلة الشيخ أبي عبد الله مصطفى العدوي حفظه الله في حاشية ص356 من تفسير جزء عم في سلسلته المباركة التسهيل لتأويل التنزيل (2) أن في نفسه من هذا الإسناد شيئًا ولم يذكر حفظه الله علة تفسر ذلك ..

4 – لذلك ذهب بعض العلماء إلى مشروعية قراءة سورة العصر في ختام المجلس اعتمادًا على هذا الأثر:

* قال العلامة الألباني رحمه الله في فوائد الحديث رقم 2648 في الصحيحة:

(و الأخرى: نستفيدها من

التزام الصحابة لها. و هي قراءة سورة العصر لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس

عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من

رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، و لم لا و قد أثنى الله

تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء، فقال: (و السابقون الأولون من المهاجرين

و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات

تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم).

و قال ابن مسعود و الحسن البصري: " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه

وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها

هديا و أحسنها حالا، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة

دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، و اتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدي

المستقيم "

*وسئل العلامة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله وبارك في عمره في شرحه لكتاب الدعوات من سنن الترمذي هذا السؤال:

يذكر البعض قراءة سورة العصر عند ختام المجلس فهل هذا يصح؟

فأجاب حفظه الله قائلًا – أرجو أن أكون دقيقًا في تفريغي فالصوت لم يكن واضحًا وضوحًا كافيًا لدي -:

ورد ورد يعني الاثنين إذا افترقا يعني ورد في هذا كل واحديعني يقرأ سورة العصر

http://www.alathar.net/esound/index....89&coid=121563 (http://www.alathar.net/esound/index.php?page=tadevi&id=8689&coid=121563)

من الدقيقة 49:38 إلى الدقيقة 95:54

5 – ذهب بعض العلماء إلى عدم المواظبة على ذلك، بل يُفعل أحيانًا ويُترك أحيانًا أخرى، فلو كان ذلك مواظَبًا عليه، لعلمه الجميع، ولذاع وانتشر ..

فقد اختلف الأصوليون هل لفظة (كان) تقتضي التكرار والاستمرار أم لا؟؟

· فرأى فريق أنها تقتضيه ..

· ورأى فريق أنها لا تقتضيه ..

· وقال اّخرون إنها تقتضيه إلا إن دلت قرينة على خلاف ذلك. (3)

ففي مسألتنا هذه على القول الأول يكون حجة عليهم، و على القول الثاني فلا إشكال، وعلى القول الثالث فإنهم سيقولون إن القرينة هي عدم انتشار ذلك بين العلماء على مر العصور ..

6 – بعض من يواظبون على قراءتها لا يعللون فعلتهم بهذا الأثر عن الصحابة، وإنما يعللون ذلك بفضل قراءة القراّن عمومًا ونحو ذلك، و لا شك في خطأ ذلك، فالتحديد والتعيين إنما هو لصاحب الشرع المطهر، وليس لاّراء البشر ..

7 – قد يحكم بعض العلماء على هذا العمل بأنه بدعة، وذلك لأن الأثر لم يبلغه، و لا يعيبه ذلك، فلا يحيط بالاّثار كلها أحد مهما بلغ علمه!

الخلاصة:

1 – من واظب على قراءة سورة العصر عقب ختام المجلس فله دليله ..

2 – من لم ير ذلك إما لعدم ثبوت الأثر عنده أو لعلة أخرى يراها فله ذلك، ولكن ليس له تبديع هذا العمل، والإنكار على فاعليه ..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين ...


1 - رواه ابن عائشة وابن أبي بكير عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي مدينة الدارمي، وذكر البيهقي رحمه الله في الشعب أن غيره = غير ابن أبي بكير رواه عن حماد عن ثابت عن عتبة بن عبد الغافر، وذكر العلامة الألباني رحمه الله أن الأول هو المحفوظ ..
2 – سلسلة مباركة في تفسير القران العظيم لفضيلة الشيخ العدوي حفظه الله، وهي عبارة عن التفسير بطريقة السؤال والجواب تجمع بين القوة العلمية والسهولة الأسلوبية، وقد أتم الشيخ منها بعض الأجزاء ومتوفرة على المكتبة الوقفية على الشبكة العنكبوتية ..
3 – انظر فتح الباري ج3 ص398 في تعليق الحافظ ابن حجر رحمه الله على الحديث رقم 1539 ..
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير