[مقال رائع في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم]
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 02 - 08, 11:22 م]ـ
وجوب الإيمان بمحمدٍ رسول رب العالمين وبيان حقه على الخلق أجمعين
الشيخ/ عبدالوهاب بن عبدالعزيز بن زيد آل زيد
ما زالت تتوالى هجمات أعداء الإسلام في محاربته، وتسلك السُّبل للقضاء عليه بأي وسيلة كانت، حتى وصل الأمر بهم إلى الاستهزاء والسخرية بالرحمة المهداة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليعطوا تصوُّراً سيئاً ومغلوطاً لأتباعهم وشعوبهم النصرانية عن نبي هذا الدين العظيم، وأن هذا الدين لا يستحق الاهتمام والاتباع له كحال نبيه صلى الله عليه وسلم، وهدفهم الطعن في نبوته، والقدح في رسالته، وإسقاط دعوته، وصد الناس عن الإسلام.
وما ذلك إلا لأن الدين الإسلامي ينتشر انتشاراً سريعاً، ويتوالى الناس في اعتناقه، في بلدانهم الكافرة بينما النصارى عقدهم في انفراط، وتنازل عنه كبارهم قبل عامتهم، وسبب هذا الانفراط هو التحرُّر من دينهم لمّا رأوه مصادماً للعقل والفطرة، ورأوا أهله تسلطوا به على حياتهم، فحاربوه وحاربوهم، وحولوا الحياة عندهم إلى الاتجاه المعاكس؛ إلى "الليبرالية"، و"الديمقراطية" اللادينية، ولم يهتدوا إلى الإسلام، إذ لم يراعوا في تحوّلهم هذا أن الله خلق الإنسان مركباً من جسدٍ وروحٍ مشتركين لا يستغني أحدهما عن الآخر فغذاء الروح العبادة، وغذاء الجسد الطعام، فالعبادة للخالق وهو الله. قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) {الذاريات: 56، 57}.
لذلك فإن اتباع هذا التحول -ومن يُرَيده من بني جِلْدَتِنا وجِلْدَتِهم- هم الذين يكرهون الدِّين، ويسبّون رَسْولَ الله سواء كان محمداً، أو عيسى، أو موسى -صلوات الله وسلامه عليهم- يريدونها عبادةً للشهوات والأهواء، وسَلْخاً للناس عن ربهم ودينهم.
فوجب على كل مسلم ومسلمة الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.
منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله، وموقف أهل الكتاب منه:
لم يخلق اللهُ الخلقَ عبثاً، ولم يُنزِّل الشرائع على الرسل -عليهم الصلاة والسلام- ليلقوها إلى الناس تسليةً، إنما خلق اللهُ الخلقَ ليعبدوه وحده لا شريك له، ويتبعوا رُسُلَه ويعظموهم، فهم طريقهم ودليلهم للنجاة والهدى.
ولذلك لمّا خلق الله آدم استخرج ذريته من ظهره وأخذ عليهم الميثاق كما قال تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على" أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى" شهدنا) {الأعراف: 172}.
وأخذ الله -عزَّ وجلَّ- الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا به وينصروه، قال -عزَّ وجلَّ-: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على" ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) {آل عمران: 81}.
فما كان من أهل الكتاب إلاَّ أن كتموا ذلك وأخفوه؛ حتى لا يصدق الناس بالكتاب المصدِّق لما معهم، فقال الله عنهم: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) {البقرة: 89}.
ورسولُ الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم شرَّفه الله بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن دينه خاتم وناسخ لما قبله من الشرائع، وكتابه (القرآن) ناسخ لما قبله من الكتب والألواح.
فَضْلُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على العالمين عامة، وعلى أمته خاصة:
كرَّم الله الخَلْقَ بهذا النبيِّ الأميِّ محمد -صلوات الله وسلامه عليه- فكان رحمة للعالمين، وبالمؤمنين رؤوف رحيم.
فَضْلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم على (أهل الكتاب):
فقد كان رحمة، لأنه جاهد أهل الكتاب وغيرهم لإنقاذهم وإقامة العدل فيهم، لا لاستعبادهم، بعثه الله لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد.
وبُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم ليُحِلَ لهم ما كانوا حرَّموه على أنفسهم من الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث مما هو خبيث ضار في البدن ومنافٍ للدين، وجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالتيسير والسماحة ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.
¥