تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كيف يُعْرَفُ الحق؟ وأوهام الناس في الاستدلال عليه!

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 02 - 08, 09:29 ص]ـ

الحق لا يُعرف بكثرة الأتباع، ولكن يعرف بنفسه، ويوزن بذاته.

• استعراض القوة منطق سطحي ساذج، ولكنه يروج بين الجماهير المستعبدة في عهود الطغيان. ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2089# مستعبد)

• ساقُ ابن مسعود -على حُموشتها ودقتها- أثقلُ من "أحد"، أما الرجل الضخم السمين من الكفار والمنافقين فلَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ. ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2089# حموشتها)

• الحق يجب قبوله، سواء أقاله الفاضل أم المفضول. ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2089# الفاضل)

• أبطل الله زعمَ اليهود بأنهم أبناءُ الله وأحباؤه، وهم في حقيقة أمرهم أعداؤه، والعبرة بالمسميات لا بالأسماء. ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2089# ابطل)

• إن الحق لا يعرف بنصر أو هزيمة؛ لأن للنصر سننه ونواميسه، وقد يؤيد الله هذا الدين بالرجل الفاجر. ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2089# نواميسه)

• يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال. ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2089# بالرجال)

• • • • •

من دأب أهل الملل والنحل وأصحاب الفرق والطوائف المختلفة -وهي تعد بالمئات بل أكثر من ذلك- أن تدَّعي كلُّ طائفة منها أنها تمثل الحق، وتطعن في غيرها، وتحاول جاهدةً إثباتَ بطلان مذهب الأخرى وفساد طريقتها، وقد حكى القرآنُ عن طائفتين كبيرتين، هما: اليهود والنصارى، وكيف أن كل واحدة منهما تصف الأخرى بأنها على باطل، وليسوا على شيء معتبر، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} [البقرة: 113]؛ وكذلك المشركون يجبهون الفريقين بالقولة ذاتها: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} وللآيات مناسبة توضح المقصود [انظر: تفسير ابن كثير - (ج 1 / ص 386)].

• ويذهب أكثرُ الناس وأكثر أهل هذه الطوائف في الاستدلال على أنهم على حق مذاهبَ شتى، ويسلكون طرائق غريبة شاذة تخالف العقل السليم، فالنصارى مثلاً يدَّعون أو يصنعون عجائب وخوارق بوسائلَ وحيلٍ وفنون برعوا فيها، وينسبونها إلى كهنتهم ورهبانهم، ويذيعونها بين العامة بين وقت وآخر، ليزعموا بعد ذلك أنهم على حق، وأن طريقتهم هي الطريقة المثلى، ونحا نحوَهم جهالُ الصوفية عندنا، فإنك إذا جالستهم سمعت منهم العجب العجاب مما لا يقبله دينٌ ولا عقل من المخاريق التي تفسد نظام الكون، ولا تقيم لسننه ونواميسه أي اعتبار، والطامة أنهم يسمونها "كرامات"، وينسبونها إلى بعض الأولياء والعارفين أو لبعض مدعي الولاية، ليسحروا بها عقول العامة، ويأخذوا بألبابهم!.

• وربما استدلَّت بعضُ الطوائف بأنها على خير بكثرة أتباعها!. وقد يقولون: لو لم نكن على خير وهدى لما اتبعنا أكثرُ الناس، وهذا الاستدلال خاطئ أيضاً، فالحق لا يُعرف بكثرة الأتباع، ولكن يعرف بنفسه، وقد نسب القرآن الغفلة والجهل والكفر إلى أكثر الناس، في مثل:

قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} [البقرة: 243].

وقوله سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61].

وقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187].

وقوله أيضاً: {وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الرعد: 1].

وقوله: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].

وقوله: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً} [الإسراء: 89].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير