الفوائد التربويَّة والأخلاقيَّة من كُتُبِ أحاديثِ الأحكام ’’عُمدة الأحكام ‘‘ أنموذجاً
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:13 م]ـ
الحمدُ للهِ الذي علَّمَ أنبياءَه أدبَ الطَّلبِ قبل الطَّلب؛ فقال - عزَّ جاهُه - آمراً موسى - عليه السَّلام -: {إنِّي أنا ربُّك فاخْلَعْ نعليْكَ إنَّك بالوادي المُقدَّس طوى - وأنا أخترتُك فاستمع لما يُوحى - إنني أنا الله لا إلهَ إلاَّ أنا فاعبدني وأقم الصَّلاةَ لذكري}
- قال بعضُ أهلِ العلم: علَّمَه الأدب بخلع النعلين، قبلَ أن يُعلمه العلم!
والصَّلاة والسَّلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين، أدَّب أصحابه، وربَّاهم، وزكَّاهم، وأرشدهم للنافع، وزجرهم عن الضَّار، وصدَّ عنهم في كُلِّ ما ينفعُ العلمُ به .. !
أمَّا بعدُ؛ فأيُّها الأحبَّةُ في الله ..
كنتُ قد قيَّدتُ قبل عامين بعضَ الفوائد من ’’ عمدة الأحكام ‘‘ المتعلقة بآداب الطلب، وبناء الأخلاق، ووسائل اكتساب العلم النافع؛ وذلك لأمور:
أولاً: فشوُّ السؤالِ السَّقيم الذي لطالما اصطكَّت به الآذان: (أيهما نُقدِّم العلمَ أم التربية)؟
وكأنَ الجهةَ منفكةٌ؛ فمن اشتغل بالعلم فقد أهملَ التربية - وأعني بها في اصطلاح أهل التزكية والسلوك لا في الدراسات الأكاديمية -!
وليس هذا محلُّ ذكرِ أوجه فساد السُّؤال من أصلِه؛ بله ذكر الجمع بين التعارض!
ثانياً: إهمالُ بعضِ المعلمين لهذا الأصل الأصيل، وهو أنَّ العلمَ إنما يُرادُ به - من حيثُ هو علمٌ - زرعُ خشية الله في القلب، وعبادة الله على بصيرةٍ، ورفعُ الجهل، وتعليم الناس.
فإهمال التذكير بهذا الأصل - بل وتأصيله - يُوقِع فيما حذَّرَ منه أئمةُ الملَّة؛ استقراءً لنصوصِ الوحيين.
ثالثاً: عُمقُ علم الصحابةِ وسلفِ الأمَّةِ في جميع أبوابِ الدِّيانة، وقد وجدتُ في هذا الكتاب مُتنفساً حسناً لذكرِ آدابِ القومِ وأخلاقم - كما سيتضحُ ذلك من خلالِ المذاكرة -؛ لاختصارِه، ولأنَّه كتابٌ قد اعتُمدَ في كُتُب التدرُّج العلميّ.
رابِعاً: - وقد يدخل في الأوَّل -: ظنُّ بعضِ طلاب العلمِ أنَّ التزكيةَ حِكرٌ على ما صُنِّفَ في المكتبات تحتَ رفوفِ (التربية والأخلاق) أو (التصوُّف) أو (السُّلوك)، أما الأحاديث - ولا سيما الأحكام -؛ فهذه لأعمالِ الجوارح ..
وهذا فسادٌ عريضٌ جداً؛ فمن لم يتعظ بكلام الله وبكلام رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فلا اتَّعظ!
فإذا ذكرتَ لبعضهم آيةً أو حديثاً لم يُحرِّك ساكناً، وإذا قلتَ له: قال في " رسالة المسترشدين " أو " صفة الصفوة " أو " المدارج " أطرق رأسَه، ولربما سالت دمعاتُه على الوجنات!
وليس في الاتّعاظ بمواعظِ الأولياءِ ضيرٌ؛ بل ذلك ممدوحٌ وأمارةٌ على رقَّةِ القلب، لكن أن يكونَ على حساب الوحيين؛ فلا وألف لا ..
- وستكون المُدَارسة على أحاديث يُستفادُ منها فوائد: إيمانيَّة، أدبيَّة - أي من جهة التعامل بين المؤمنين -، سلوكيَّة - وذلك من خلالِ ما يظهر في الحديث من أدب الصحابي في التعلم أو التعليم -، منهجيَّة ...
ولستُ مُدَّعياً أن هذه الفوائد من بناتِ الأفكار، بل إنني حريصٌ أشدَّ الحرص على أجدَ من سبقني من الأئمة؛ ليطمأنَّ القلب، ولأخرجَ من تبعةِ الخطأ - إن وُجد ..
وقد أوقفتني بعض اللطائف في بعضِ الأحاديث؛ سأذكرها تِباعاً - إن شاء الله -.
ومن وجدَ خللاً؛ فليُبادرْ بالنُّصح مشكوراً مأجوراً بإذن الله ..
والله المستعان، وعليه التكلان.
مُحبُّكم في الله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:29 م]ـ
هذا موضوع (شروح عمدة الأحكام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9148&highlight=%DA%E3%CF%C9+%C7%E1%C3%CD%DF%C7%E3) ) للشيخ الفاضل / عبد الرحمن بن صالح السديس .. يحسن النظر فيه ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:37 م]ـ
كُنتُ هممتُ أن أبدأ بمقدَّمةٍ أذكرُ فيها عناية أهل العلم بباب الأدب، وتوصيتهم للطالب المبتدئ أن يلزمه؛ لكنني رأيتُ الأمرَ يطول، ولعلَّ الله ييسر ذلك في آخر المدارسة.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:53 م]ـ
لي عودةٌ إن شاء الله.
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 03 - 08, 02:00 م]ـ
مَاشَاءَ اللهُ تَبَارَكَ الرحْمَانُ
مَوْضُوعٌ جَدِيرٌ بِالْمُتَابَعَةِ
بَارَكَ اللهُ فِيكِ أَخِي الْحَبِيب خَلِيل الْفَائِدَة
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 02:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي صخر.
والصَّلاة والسَّلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين، أدَّب أصحابه، وربَّاهم، وزكَّاهم، وأرشدهم للنافع، وزجرهم عن الضَّار، وصدَّ عنهم في كُلِّ ما ينفعُ العلمُ به .. !
أستغفر اللهَ!
في كلِّ ما لا ينفعُ ..
وعلمَ الله أنني أردتُ كتابة المقدمة؛ لأنشط للإتمام، وإلاَّ فإني كنتُ شديد النعاس.
¥