فهناك من يصعقها الصعق الكهربائي المميت وهذا لا شك في حرمته
وهناك من يصعقها صعقا خفيفا لكي تفقد قدرتها على الحركة وبالتالي يسهل ذبحها وهذا كما قلت عند مذابح النصارى لا المسلمين والأمر في حل هذه الطريقة من حرمتها يرجع إلى الخلاف في التسمية على الذبيحة فأغلب الظن أن النصارى هنا يذبحون بدون أن يذكروا اسم الله ولا غيره لأن المتمسكين بالدين الباطل هنا أقلة والباقي منتسبين إلى دينهم بالإسم فقط ولا تعنيهم الكنيسة ولا غيرها
ولهذا هنا مطعم قريب من بيتي يقدم الدجاج المشوي والشركة التي يشتري منها المطعم شركة وطنية لا تصدر اللحوم، قبل فترة إتصلنا بهذه الشركة بعد أخذ اسمها من المطعم فسألنهم عن طريقة الذبح فقالوا نحن هنا نصعق الدواجن صعقنا خفيفا ثم نذبحها بعد ذلك ولذلك هذا المطعم نحن نأكل منه مع علمنا أنهم لا يسمون على الذبيحة عند ذبحها ...
هذا بالنسبة لمذابح النصارى
أما بالنسبة لمذابح المسلمين فهو نفس طريقة الذبح عند النصارى يعني يقومون بصعقها صعقا خفيفا ثم يذكونها الذكاة الشرعية ويسمون قبل ذلك وهناك من المذابح من لا يستعمل الصعق مطلقا ويكتفي بمطلق القطع
وحدثني من أثق به وهو باكستاني يعمل في مذابح الدجاج قال أن المسؤوليين يراقبون شفاه الذباحين عند الذبح لكي يتأكدوا من تسميتهم على الذبيحة
وعلى كل حال فالمسألة فيها خلاف بين أهل العلم بخصوص التسمية وأنا أراها مستحبة عملا بالمذهب الشافعي
وبخصوص التسمية على كل ذبيحة فأقول لقد قرأت كلاما قبل فترة ولا أدري هل هو لابن العثيمين رحمه الله أم لغيره ولا يحضرني موضعه الان ولعلي أبحث عنه وأتأكد منه ومفاد الكلام أن التسمية لا تشترط في كل مرة يذبح فيها
فمثلا لو أمسك الذابح الدجاجة وسمى الله قبل ذبحها فذبحها ثم تناول غيرها بصورة متتابعة فلا يشترط أن يذكر اسم الله عند ذبح كل دجاجة طالما كان بصورة متتابعة وهذا الكلام لعلي أتأكد منه
المهم أيها الإخوة الفضلاء بخصوص الذبح وطريقته هنا في البرازيل، لا بد من التحري والتوثق من الشركة المصدرة وإلا فالشركات هنا كثيرة جدا والطرق تختلف وغالب الظن أن المندوب يتحرى الأفضل
وقد سئل الشيخ ابن العثيمين رحمه في اللقاء المفتوح الذي كان يجيريه في بيته عن اللحوم المستوردة ما حكم أكلها
السؤال: اللحوم المستوردة كثر عليها الكلام، وفي مجلة البحوث لهيئة كبار العلماء ذكر أحد من بعث من قبل الرابطة أنها فعلاً لا تذبح على الطريقة الإسلامية، خاصة الدجاج البرازيلي، وما رأيكم يا شيخ! في الدجاج الوطني؟ الجواب: أولاً: رأينا في اللحوم المستوردة أنها إذا جاءت من دول أهل الكتاب فإنكم -كما تعلمون- قد أحل الله لنا طعام الذين أوتوا الكتاب، فقال جل وعلا: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5] قال ابن عباس رضي الله عنهما: [طعامهم: ذبائحهم] وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أكل من الشاة التي أهدتها له المرأة اليهودية في خيبر، وأكل صلى الله عليه وسلم من الطعام الذي دعاه إليه يهودي في المدينة، وكان فيه إهالة سنخة -أي: شحماً قديماً- وكذلك أقر عبد الله بن المغفل أن يأخذ الجراب الذي رمي به في خيبر وهو من ذبائح اليهود. فإذا جاء الدجاج من دول أهل الكتاب فإنه حلال، هذا هو الأصل، وليس لنا ولا علينا أن نسأل كيف ذبحوه؟ وهل سموا عليه أم لا؟ ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري: (أن قوماً جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ وكانوا حديثي عهد بالكفر، فقال: سموا أنتم وكلوا). وقد جرى البحث في مجلس هيئة كبار العلماء، ودعوا وكلاء وزارة التجارة، وقالوا: إننا لا يمكن أن نأذن لشيء يرد إلا ونحن مطمئنون إلى أنه مذبوح ذبحاً شرعياً، ولنا وكلاء هناك، لكننا لا نقول: إن جميع المصانع أو مذابح أولئك القوم كلها على الطريقة الإسلامية، لكن ما يرد إلى المملكة فإنه محتاط له، هكذا قالوا لنا، وبناء على ذلك يكون حلالاً. وكذلك الدجاج الوطني الذي يذبح هنا أيضاً لا شك في حله، وما يذكر من أنه يُعطى من الدم أو نحو ذلك لا يضر؛ أولاً لأن كثيراً من العلماء يقولون: إن النجاسة تطهر بالاستحالة، وإن الحيوان إذا
¥