ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 01:52 ص]ـ
أخي الحبيب
(كل ميسر لما خلق له)
فابن المبارك ممن جمع الله له خصال الخير رحمة الله عليه
ولكن قد نقول ان مالك أفقه من ابن المبارك
ويحيى بن سعيد القطان أعلم منه بالرجال
والثوري أكثر عبادة منه
وهكذا
وكل ميسر لما خلق له
وابن المبارك تركي الأصل
والاتراك قوم فيهم جلد وقوة وشجاعة
وأمه من خوارزم
فقد كان قريبا من الحدود والثغور
بلدته قريبة من ديار الترك الوثينيين
وكان القتال بينهم وبين الترك في المشرق
ويصعب على رجل مارس الجهاد في وقت من حياته ان يتركه لفترة طويلة
فابن المبارك لما أتى المشرق ذهب الى الثغور الشامية
على حدود طرسوس والمصيصة واذنة وهي مدن تقع الان في جنوب تركيا
وكان القتال هناك مع الروم
فابن المبارك جمع بين قتال الروم والترك
واغلب قتال الروم كان منظم اذ الجيوش الاسلامية كانت تعرف خطط الروم وطريقتهم في القتال واغلب المجاهدين (من المتطوعيين) كانوا يختارون ثغور طرسوس والمصيصة واذنة)
لما ورد في قتال اهل الكتاب
بينما الترك كانوا مشركين وثينيين
اضافة الى قوة الروم
بينما كان قتال الترك في المشرق كان قتال غدر وخيانة
وكانوا يستعيينون بقوة ابدانهم واجسامهم وعلى الغدر اكثر من استعانتهم على الاسلحة
اعتذر لخروجي عن الموضوع
ولكن قصدي بيان الاسباب التي جعلت ابن المبارك يختار طريق الجهاد
فاصبح بحق فخر المجاهدين رضي الله عنه
واابن المبارك جمع الله له خصال الخير فقد لقي ائمة الاسلام
لقي مالك والثوري وابوحنيفة والاوزاعي ومعمر فمن الناس بعدهم
جمع علوم هولاء
وكانت له جلالة في خراسان وكان تاجرا عالما زاهدا
وسيرته من احسن السير رضي الله عنه
=============
نرجع الى الموضوع
ممن شارك في الجهاد الفزاري وعيسى بن يونس وغير هم
=============
قولك وفقك الله
(كذلك مسألة اعتبار السكن في بيروت مثلاً أو الاسكندرية من المرابطة في الثغر، فيه بعض النظر. فلم لا يكون الأمر كذلك اليوم؟ وبيروت قد تهاجم في أي وقت من إسرائيل. فهل العيش فيها أحسن من العيش في المدينة؟!
)
اخي الحبيب
ليس مجرد السكن بل المرابطة على الساحل
اعطيك مثال
هناك جنود رسميين
وهناك متطوعة
فهولاء كانوا من المتطوعة
يحرسون الثغور بالمناوبة
والسواحل لاتخلو من غزو من قبل الاعداء وخاصة بالليل
فثغر كثغر الاسكندرية وثغر كثغر دمياط
ومدن الساحل على بحر الروم
او بحر الابيض المتوسط كانت ثغور بالنسبة لديار الاسلام
وهي اخطر من الثغور البرية
لان الهجوم من جهة البحر اخطر
فهذه الثغور تحتاج الى جنود متطوعيين يحرسونها
ولاشك انه كانت تحصل مناوشات كثيرة بين الجيوش الاسلامية وجيوش الروم على هذه الثغور
ولكن الامر كما ذكرت لك
الخوف
فان الروم كانوا يخافون من الهجوم على ثغور الاسلام
فاي غدر او اي هجوم من رومي (فرد) على سواحل الاسلام تكون نهايته فتح مدينة في الروم
تماما كما حصل في معركة عمورية
وهكذا
وكانت هناك فترات صلح
ولكن اخي الكريم
اذا علمت ان خليفة المسلمين هارون الرشيد كان يرابط ويغزو
فما بالك برعيته
ولاشك ان هارون لم يكن يخرج لوحده بل كان يخرج مع الفقهاء والعلماء
ومنهم ابويوسف صاحب ابي حنيفة
ولذا تجد ان ابايوسف كتب رد على كتاب السير للاوزاعي
فابوحنيفة صنف كتاب في السير
رد عليه الاوزاعي وكثيرا ما يحتج الاوزاعي بفعل اهل الثغور وبفعل اهل الجهاد
فرد عليه يعقوب وانتصر لابي حنيفة
ثم قام الشافعي بالرد على ابي يوسف
ومن اسباب انحراف بعض الشاميين عن ابي حنيفة كتابه الذي صنفه في السير
فانهم وجدوا ان ذلك مخالف لما عليه اهل الثغر
وهكذا
وابويوسف صنف كتابه ليس فقط في الانتصار لابي حنيفة والرد على الاوزاعي
بل لتثبيت الحكم وبيان حججه
وخاصة بعد ان اصبح قاضي القضاة
فائدة هذا الكلام الاخير هو اهتمامهم بامر الجهاد
ولاشك ان الجهاد في زمنهم كان جهاد طلب (في الغالب)
وان وجد جهاد دفع فان الجيش والمتطوعة يكفون امره
فاذا الجهاد عمل تطوعي بالنسبة لهم
فمثلا مالك لو ترك المدينة وذهب الى الثغر
فان العلم ينقطع
لماذا
لان طلاب العلم كانوا يرحلون اليه من كل مكان من اقصى الاندلس
الى اقصى خراسان
وبالطبع كانوا يحجون ثم يقدمون المدينة
لكن لو كان مالك في الثغر من يرحل اليه
¥