عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: " أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم " (رواه مسلم).
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وموافقته سبحانه في الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - وموافقة ملائكته فيها.
2 - حصول عشر صلوات من الله عز وجل على المصلي بالصلاة مرة واحدة على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3 - أنها سبب لشفاعته - صلى الله عليه وسلم - إذا قرنها بسؤال الوسيلة أو أفردها كما تقدم.
4 - أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه كما في حديث زيد بن طلحة المتقدم.
5 - أنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
6 - أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن والبركة للمصلي؛ لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه ويبارك عليه وعلى آله، وهذا الدعاء مستجاب فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك والجزاء من جنس العمل.
7 - أنها سبب لدوام محبة العبد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به، وهي سبب أيضًا لزيادة محبته - صلى الله عليه وسلم - للمسلم وعرض اسم المصلي عليه - صلى الله عليه وسلم -، وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
مواطن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
الموطن الأول: وهو أهمها وآكدها في الصلاة في آخر التشهد، وقد أجمع المسلمون على مشروعيته واختلفوا في وجوبه فيها.
الموطن الثاني: صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، عن الزهري قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث سعيد بن المسيب قال: " إن السنة في صلاة الجنازة أن يقرأ بفاتحة الكتاب، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يخلص الدعاء للميت حتى يفرغ، ولا يقرأ إلا مرة واحدة ثم يسلم في نفسه " (رواه النسائي والحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي والألباني).
الموطن الثالث: عند ذكره - صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف في وجوبها كلما ذكر اسمه - صلى الله عليه وسلم - فقال الطحاوي والحليمي: تجب الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - كلما ذكر اسمه، وقال غيرهما: ذلك مستحب وليس بفرض يأثم تاركه.
الموطن الرابع: عند دخول المسجد وعند الخروج منه، عن فاطمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك، فإذا فرغتِ فقولي مثل ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك " (رواه ابن ماجة والترمذي وصححه الألباني بشواهده).
الموطن الخامس: عقب سماع الأذان لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " (رواه).
الموطن السادس: عند الدعاء لحديث فضالة بن عبيد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم: " عجل هذا " ثم دعاه فقال له ولغيره: " إذ صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله والثناء عليه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يدعو بعد بما شاء " (رواه).
الموطن السابع: الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة: لحديث أوس بن أوس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا: يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أَرِمْتَ؟ يقولون: قد بليتَ ـ قال: " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ".
الموطن الثامن: الخطب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها.
الموطن التاسع: عند القيام من المجلس.
الموطن العاشر: عند خطبة الرجل المرأة في النكاح.
البحر الرائق / الشيخ: أحمد فريد.
الرابط: http://www.islamweb.net/ver2/archive/readart.php?id=10274
¥