مرحلة " المراهقة " كيف وقى الإسلام من شرها، وكيف يُعامل المراهق؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 05:49 م]ـ
الحمد لله
أولاً:
المراهقة هي مقاربة البلوغ.
ومرحلة " المراهقة " مرحلة خطرة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بأحكام غاية في الحكمة للوقاية من خطرها قبل وقوعها، ومن ذلك:
1. التربية على حسن الأخلاق، وتحفيظ الطفل القرآن في أوائل عمره.
وإدخال كلام الله تعالى في صدر الطفل في أوائل عمره من شأنه أن يطهِّر قلبه وجوارحه، وخاصة إن صار حافظاً لكتاب الله تعالى قبل بلوغه فترة المراهقة، ولا شك أنه سيكون متميزاً بذلك الحفظ في المجالس، والمساجد.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
"فإذا بلغ الطفل سن التمييز فإنه حينئذ يؤمر والده بأن يعلمه وأن يربيه على الخير بأن يعلمه القرآن، وما تيسر من الأحاديث، ويعلمه الأحكام الشرعية التي تناسب سن هذا الطفل بأن يعلمه كيف يتوضأ وكيف يصلي، ويعلمه الأذكار عند النوم وعند الاستيقاظ وعند الأكل والشرب؛ لأنه إذا بلغ سن التمييز فإنه يعقل ما يؤمر به وما ينهى عنه، وكذلك ينهاه عن الأمور غير المناسبة ويبين له أن هذه الأمور لا يجوز له فعلها كالكذب والنميمة وغير ذلك، حتى يتربى على الخير وعلى ترك الشر من الصغر، وهذا أمر مهم جدًّا غفل عنه بعض الناس مع أولادهم" انتهى.
" المنتقى من فتاوى الفوزان " (5/ 297، السؤال 421).
2. تعليمه الصلاة في سن السابعة، وضربه على تفريطه فيها في سن العاشرة.
وما قلناه في القرآن نقوله في الصلاة، فهي تطهر قلب وأفعال الشاب الناشئ على طاعة الله، وخاصة إن كان يؤدي الصلاة في المسجد جماعة مع والده أو مع وليه كأخ أو عم.
3. التفريق بين الأولاد في المضاجع عند النوم عند بلوغهم سن العاشرة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ).
رواه أبو داود (495)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وفي هذا السن يبدأ ميل الذكر للأنثى، والأنثى للذكر، وهذا الحكم من شأنه أن يُبعد الأولاد عن المهيجات الجنسية، وأن يقطع فرص الاحتكاك التي تولد الشهوة.
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (17/ 408):
" لا يجوز للأولاد الذكور إذا بلغوا الحلُم، أو كان سنُّهم عشر سنوات: أن يناموا مع أمهاتهم، أو أخواتهم في مضاجعهم، أو في فرشهم، احتياطاً للفروج، وبُعدا عن إثارة الفتنة، وسدّاً لذريعة الشرِّ " انتهى.
4. اختيار الصحبة الصالحة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ) رواه أبو داود (4833) والترمذي (2378) وحسَّنه، وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وقد قيل: " الصاحب ساحب "، فإذا اعتنى الوالدان بصحبة أولادهم وأحسنا اختيارها: وفَّر ذلك عليهما وقتاً وجهداً عظيمين، فالصحبة الصالحة لن تؤدي إلا إلى خير، فالصاحب الصالح يقضي وقته في طاعة الله، يدله على الخير، ويمنعه من الشر، والصاحب الفاسد يدله على الشر، ويمنعه من الخير، ويزين له المعصية، ويقوده إليها.
5. إلزام الأولاد في تلك المرحلة بالاستئذان عند الدخول على والديهم في أوقات التخفف من الثياب، ومظنة كشف العورات أو الجماع، حتى لا تقع أعينهم على ما يهيجهم، أو يمارسونه تطبيقاً عمليّاً.
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (17/ 408):
¥