ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[05 - 03 - 08, 03:10 م]ـ
يا اخوان
هناك أمور، لابد ان تُعتبر عند النقاش فى هذا الموضوع
1 - الأصل اتباع هدى النبى الكريم عليه افضل الصلوات واتم التسليم، وقد بينتم ذلك فى مشاركتكم - جزاكم الله خيرا، ولابد لى ان أصدره فى معرض كلامى
2 - الأمر قد يؤول الى الحاجة واحيانا الى الضرورة فيما يسمى او اُصطلح عليه بينكم "التطويل"، لان عموم الناس حاليا لا يعلمون معانى ومقاصد الالفاظ العربية، بل حتى الكثير من طلبة العلم، اذا ما تليت عليهم سورة (ق)، كما جاء فى الحديث، فلابد لهم من اللجوء الى احد التفاسير (وما ابرئ نفسى)، حتى يفهم المراد، فلابد من تسهيل فى الخطاب، والذى قد يقتضى التفصيل، وبدوره للتطويل، ودون ذلك، لن تتحقق فائدة، وتذهب حكمة تشريع خطبة الجمعة وجمع الناس عليها، ويصبح الأمر مجرد قضاء وقت فى المسجد، مع نفور واستعجال، وغلبة نوم ونعاس وسرحان وتيهان، وهذا مشاهد وعلم عام بارك الله فيكم - فى جل مساجد المسلمين فى شتى الأرض.
3 - ضعف الهمم وزهد الناس فى الجلوس الى مجالس العلم، والانشغال باللهو واللعب وزينة الحياة الدنيا والشرود والهيام والجرى واللهث ورائها، والتكالب عليها، فيصبح المتنفس الوحيد لتبصير الناس بامور دينهم هو اجتماع الناس فى صلاة الجمعة، ولو ان الناس قد حصلوا منها ماتستقيم لهم بها عبادة صحيحة، لكان ذلك خيرا كثيرا وفائدة ترتجى فى هذا العصر
4 - لا يوجد فى بعض بلاد المسلمين - مثل بلدى - ما يمكن ان يتعلم منه الناس أمور دينهم، على الاقل ما يحقق لهم عبادة صحيحة تحسب لهم لا عليهم، فالمساجد تغلق دبر الصلوات مباشرة، ويُضيق على اهل العلم امنيا حتى، والغيت المواد الدينية من المناهج التعليمية، حتى انك لو سألت احد خريجى الجامعات عن اركان الوضوء او واجبات الصلاة، او حتى عن معرفة حروف الهجاء، ما استطاع ذلك، ولله الأمر من قبل ومن بعد،
، وتعلمون ما للاعلام الماجن من ادوار رئيسة فى خلع ربقة الاسلام عن المسلمين وصرفهم عن دينهم، وغير ذلك من سطوة العلمانيين على عقول الناس، وتلميع الفنانين والفنانات والداعرين والداعرات فى وسائل الاشتهار والاعلام، ليتخذهم بسطاء الناس قدوة يقتدون بهم فى اعمالهم وفعالهم
،، فماذا تفعل هذه المساحة من الوقت فى خطبة الجمعة، لازالة عمليات غسيل المخ الذى يُجرى لعموم المسلمين طوال الاسبوع.
5 - ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» - اخرجه مسلم
،، وكم من السنن المهجورة الآكدة، لا يستطيع المرء العمل بها بسبب تغير الاحوال، مثل سنة الصلاة فى النعال، فحال المساجد الآن لا يسمح بها، وإن انت ذهبت لتفعلها، لأنكر الناس عليك شديدا، ولربما رموك باهدار قدسية المسجد او بالفسوق، او الى غير ذلك
،، ليس ما اقوله دعوة الى هجر مزيد من السنن - بارك الله فيكم - ولا ينبغى لأحد ان يحمل كلامى على هذا، ولكننى أخص هذا الموضوع فقط - تطويل خطبة الجمعة - من بين السنن، لأن ان يعمل فيه اهله بالتوازن بين التقصير والتطويل حسب حاجة الناس
فلئن كان تقصير الخطبة (واجب) عند من قال به، فان ماسبق قد يوجب تطويلها - ولكن ليس بالضد الذى يضاد السنة - حاشا لله -، ولكنه بقاعدة الضرورة تقدر بقدرها، مع إثبات ان الاصل هو التقصير كما جاء فى الحديث، وان ماسواه ضرورة اقتضاها واقع وحال الناس
،، وعلى الخطيب ان يرى ببصيرته واقع من يحضر الجمعة، من عوام الناس الذين لا يحسنون عبادة ربهم فى ادنى التكليفات الشرعية المخاطبين بها، فيُبسط لهم القول فيها، وان كانوا من طلبة العلم، فيكتفى على الموعظة وشحذ الهمم وحب العلم، ,ما الى ذلك
،، هذا ما رأيته، وانتظر منكم تعليقا او تصويبا - جزاكم الله خيرا
والله اعلى واعلم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 06:30 م]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل.
قلت: (فهمى المتواضع لها ان الامر بالتقصير للاستحباب والنهى للتنزيه)
الذي عندي بارك الله فيك أن النصوص نفهمها بفهم السلف الصالح، فمن من السلف فَهِمَ فهمكَ هذا المتواضع على حد تعبيرك.
جزاك الله خيرا
وجزاك اخى الكريم
¥