ـ[توبة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 02:36 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم مهية، فهذا ما يتبادر إلى ذهني كل مرة أقرأ فيها هذا الحديث.
قد فهمتُ أن الرجل الأول قد اكتفى بصلاته عملا برخصة التيمم استنانا، و الثاني اجتهد في إعادة الصلاة لانتفاء العذر بوجود الماء.
و ما نقله الشيخ الهلالي حفظه الله،يبين أن المسألة فيها خلاف.
وَاخْتَلَفُوا فِي الرَّجُل يَتَيَمَّم وَيُصَلِّي ثُمَّ يَجِد الْمَاء قَبْل خُرُوج الْوَقْت، فَقَالَ عَطَاء وَطَاوُسٌ وَابْن سِيرِينَ وَمَكْحُول وَالزُّهْرِيّ يُعِيد الصَّلَاة وَاسْتَحَبَّهُ الْأَوْزَاعِيُّ وَلَمْ يُوجِبهُ. وَقَالَتْ طَائِفَة لَا إِعَادَة عَلَيْهِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اِبْن عَمْرو، وَبِهِ قَالَ الشَّعْبِيّ وَهُوَ مَذْهَب مَالِك وَسُفْيَان وَالثَّوْرِيِّ وَأَصْحَاب الرَّأْي، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق.
و لكني عثرت على مثال أظن أنه يؤيد الفهم السابق للحديث:
قد ثبت أن الرسول عليه الصلاة و السلام،غسل أعضاء الوضوء مرة مرة، و مرتين،و ثلاث مرات.
لو أتى رجلان أحدهما غسل أعضاءه مرتين أو ثلاثا، و الآخر اكتفى بمرة واحدة.
-سنقول لمن اقتصر على مرة واحدة (أصبت السنة وأجزأك وضوؤك) فوضوؤه صحيح بلا شك،
-والمتوضىء مرتين أو ثلاثا أيضا أصاب السنة ولكنه بلا شك أتى بما هو أفضل من الأول (تثليث الغسل فضيلة عند المالكية) و ثبت عن أكثر الصحابة رضوان الله عنهم.
أخرج ابن ماجه عن أبى بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرة مرة فقال: (هذا وظيفة الوضوء) ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال: (هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر) ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: (هذا وضوئى ووضوء المرسلين من قبلى) و رواه الدارقطني
لا أدري مامدى صحة الحديث، و لكن أذكره "استئناسا "في انتظار تعقيب الشيوخ الفضلاء و تصويبهم.
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:59 م]ـ
أخرج ابن ماجه عن أبى بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرة مرة فقال: (هذا وظيفة الوضوء) ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال: (هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر) ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: (هذا وضوئى ووضوء المرسلين من قبلى) و رواه الدارقطني.
ماذا عن تخريج هذا الحديث؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 08, 11:11 ص]ـ
بعض الأئمة يضعفونه.منهم البيهقي رحمه الله حيث قال في " المعرفة ": روي من أوجه كلها ضعيفة.
و قال ابن عبد البر رحمه الله في " التمهيد ": هذا كله منكر في الإسناد والمتن.
و قال النووي رحمه الله في " شرحه ": حديث ضعيف معروف الضعف.
لكن الشيخ الألباني رحمه قال في " الصحيحة " (1/ 466):
رواه ابن شاهين في " الترغيب " (262/ 1 - 2) عن محمد بن مصفى أنبأنا ابن
أبي فديك قال: حدثني طلحة بن يحيى عن أنس بن مالك قال:
" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فغسل وجهه مرة و يديه مرة،
و رجليه مرة مرة و قال: هذا وضوء لا يقبل الله عز و جل الصلاة إلا به، ثم
دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين، و قال: هذا وضوء من توضأ ضاعف الله له الأجر
مرتين ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثا و قال: هكذا وضوء نبيكم صلى الله عليه وسلم
و النبيين قبله، أو قال: هذا ... " فذكره.
قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات، و في بعضهم خلاف، و لكنه منقطع، فإن طلحة
بن يحيى و هو ابن النعمان بن أبي عياش الزرقي لم يذكروا له رواية عن أحد من
الصحابة، بل و لا عن التابعين.
و الحديث ذكره الحافظ في " التلخيص " (ص 30) من رواية ابن السكن في " صحيحه "
عن أنس به. و سكت عليه، و ليس بجيد، إذا كان عنده من هذا الوجه المنقطع.
لكن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الحسن إن لم نقل الصحة، و هي
من حديث ابن عمر، و له عنه طريقان، و من حديث أبي بن كعب و زيد ابن ثابت
و أبي هريرة و عبيد الله بن عكراش عن أبيه. و قد خرجتها في إرواء الغليل "
(رقم 85) فلا داعي للإعادة، و قد أشار الصنعاني في " سبل السلام " (1/ 73
- طبع المكتبة التجارية) إلى تقوية الحديث بقوله:
" و له طرق يشد بعضها بعضا ".
و قد ذكره من حديث ابن عمر، و زيد بن ثابت و أبي هريرة فقط! و ساقه بلفظ:
" توضأ صلى الله عليه وسلم على الولاء ثم قال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة
إلا به ".
هذا باختصار و لعلي أرجع إلى الحديث فأبسط في تخريجه أو يسعفنا بعض أحبابنا إن كان قد نظر في الحديث.
.
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا،متابعون معكم تخريج الحديث.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 05:01 ص]ـ
بارك الله فيكم واحسنت النقاش وللشيخ عبد الوهاب التحية الخاصة
وفقكم الله
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:07 م]ـ
لمفاضلة بين الذي أصاب السنة والذي حصل على الأجر مرتين
وهنا يأتي نقاش العلماء النقاش الطريف: أيهما أفضل: الذي أصاب السنة أو الذي حصل على الأجر مرتين؟ نقول: الذي حصل على الأجر مرتين، وهذا هو الذي تميل إليه النفس؛ لأنه قال للذي لم يعد: (وأجزأتك صلاتك)، ولفظ الإجزاء هو أقل ما يمكن أن يحصل عليه، وليس بعد الإجزاء من نقص فيكون ذلك قد أجزأته صلاته، ولكن الذي أصاب الأجر مرتين أجزأته وزيادة.
(كتاب الطهارة باب التيمم [3] ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=134238) ) للشيخ: عطية محمد سالم
¥