تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». فلما أكثروا عليها كلمته بعدما خشي ألا تكلمه، ثم كَفَّرت عن نذرها ذلك بعتق أربعين رقبة، قال عوف راوي الحديث: ثم سمعتها بعد ذلك تذكر نذرها ذلك فتبكي حتى تبل خمارها.

[أبو نعيم في «الحلية» (2/ 49) بتصرف].

نعم، فإن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بشر يصيب ويخطئ، وعائشة رضي الله عنها بشر تصيب وتخطئ، لكنهم إذا ذُكِّروا تذكروا: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIF إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [ الأعراف: 201].

وقد تمثلت عائشة في فعلها ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كفارة النذر كفارة اليمين».

[صحيح الجامع ح4488].

يعني أن من نذر فِعْل طاعة ثم عجز عن الوفاء، أو نذر نذرًا محرمًا فلا يفعل المحرم وعليه كفارة يمين، وهذا الذي فعلته أم المؤمنين رضي الله عنها.

موقف آخر

أيضًا فإن صفية بنت حُيَيْ رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت معروفة بأنها «شريفة عاقلة، ذات حسب وجمال ودين»، وأبوها حُيَيْ بن أخطب من زعماء اليهود (بني قريظة)، أسلمت وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن عبد البر: روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب- في خلافته- فقالت له: إن صفية تحب السبت (يوم السبت يعظمه اليهود كما يعظم المسلمون يوم الجمعة)، وتصل اليهود، فبعث عمر رضي الله عنه يسألها، فقالت: أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحمًا فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعتِ؟ قالت: الشيطان، قالت: فاذهبي فأنتِ حرة. سبحان الله! من سمع أن النمام يُعْطَى أعز جائزة (عتق رقبته)؟! وانظري أيتها المربية إلى ثمرة الصدق وجزائه. وكثيرًا ما تُظْلَم صفية رضي الله عنها وهي بريئة صادقة.

قال الحافظ ابن حجر: أخرج ابن سعد بسند حسن عن زيد بن أسلم قال: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فقالت صفية بنت حيي: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي! فغمزن أزواجه ببصرهن، فقال: «مضمضن». فقلن: من أي شيء؟ فقال: «من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة».

فانظري أختي المسلمة إلى عفو أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن عبد الله بن الزبير، وكيف تغلبت على وسوسة الشيطان الرجيم بالمسارعة والصلح مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، كذلك صفية بنت حيي رضي الله عنها تعفو عن الجارية مع عظم ما فعلته، فلم تقم بتعذيبها وطردها كما يفعل السفهاء.

فكوني أيتها المسلمة كأمهات المؤمنين؛ تكونين من الناجين من عذاب رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير