[قصص الضعفاء في نصرة خاتم الأنبياء]
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 08:11 م]ـ
أصل هذا الموضوع: خطبة ألقيت في مكة
لن أحدثكم عن الرجالِ العقلاء الأقوياء الأشداء الذين دافعوا عن عرض النبي r قديما وحديثا، فما أكثرَهم وما أشهرَهم!!
ولكني سأحدثكم عن مواقفِ الضعفاء في نصرة خاتم الأنبياء r.
اليومَ حديثي مع من هم دونَكم وأقلُّ منكم بوجهٍ من الوجوه، وباعتبارٍ من الاعتبارات، عندها سيخجل الإنسانُ المسلمُ البالغُ العاقلُ من نفسه إذا لم يحركْ ساكناً لنصرة نبيِّهِ محمدٍ r.
سأحدثكم عن: امرأةٍ وطفلٍ وفاسقٍ وكلبٍ وجنيٍّ، عن موقفِ هؤلاء في الحرص والدفاع عن نبي الإسلام r
أولاً: مع موقف امرأة:
جاء في كتاب السيرة الحلبية وكتاب البداية والنهاية لابن كثير وفي كتب السير والتاريخ: أن امرأةً من بني دينار قد أصيب زوجُها وأخوها وأبوها وفي رواية وابنُها أصيبوا يومَ أُحُدٍ، فلما نَعَوا لها لم تهتمّ بهم، بل قالت: ما فَعَل رسولُ الله r؟ أي: ما فُعِلَ به؟ قالوا: خيراً يا أم فلانٍ هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه حتى أنظرَ إليه، فلما رأته r قالت: كلُّ مصيبةٍ بعدك جلل، تريد صغيرة والجلل كلمة من الأضداد، وفي لفظ: أنها مرَّتْ بأخيها وأبيها وزوجها وابنها صرعى، وصارت كُلَّما سألتْ عن واحدٍ وقالت: من هذا؟ قيل لها: هذا أخوكِ وابنُكِ وزوجُكِ وأبوك، فلم تكترث بهم، بل صارت تقول: ما فَعَلَ رسولُ الله r؟ فيقولون أمامك، حتى جاءته، فأخذت بناحيةِ ثوبه، ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! والله لا أبالي إذ سلمتَ من عطبٍ، فكلُّ مصيبةٍ بعدك جلل. ?وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ?. هذا موقفُ بعضِ النسوة من رسول الله r
[ ولو كان النساءُ كَمَنْ فقدنا * لفُضِّلَتِ النِّساءُ على الرِّجالِ]
[وَمَا التَّأنِيثُ لاسمِ الشَّمسِ عيبٌ * ولا التذكيرُ فَخْرٌ للهلالِ]
ثانياً: مع موقف الأطفال:
يحدثنا ـ كما في الصحيحين ـ عبدُ الرحمن بنُ عَوْفٍ t أَنَّهُ كان وَاقِفاً يومَ بَدْرٍ في الصَّفِّ قال: فنَظَرْتُ عن يميني وَعَنْ شمالي فإذا أنا بين غُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ لو كنت بَيْن أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فغمزني أَحَدُهُمَا فقال: يا عَمِّ هل تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قال: نعم وما حَاجَتُكَ يا بن أخي؟ قال: بلغني أَنَّهُ سَبَّ رسول اللَّهِ r والذي نفسي بيده لو رَأَيْتُهُ لم يُفَارِقْ سوادي سَوَادَهُ حتى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. قال: فغمزني الآخَرُ فقال لي مِثْلَهَا. قال: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، قال: فلم أَنْشَبْ أَن ْنَظَرْتُ إلى أبي جَهْلٍ يجول في الناس، فقلت لَهُمَا: أَلاَ تَرَيَانِ؟ هذا صَاحِبُكُمَا الذي تَسْأَلاَنِ عنه. فَابْتَدَرَاهُ فَاسْتَقْبَلَهُمَا فَضَرَبَاهُ حتى قَتَلاَهُ. ثُمَّ انْصَرَفَا إلى رسول اللَّهِ r فاخبراه، فقال r: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ فقال كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أنا قَتَلْتُهُ، قال: هل مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالاَ: لاَ، فَنَظَرَ رسول اللَّهِ r في السَّيْفَيْنِ فقال: كِلاَكُمَا قَتَلَهُ وَقَضَى بِسَلَبِهِ لأحدهما. إنهما المعاذانِ، معاذ بن عَمْرِوٍ ومُعَاذُ بن عَفْرَاءَ.
* وذكر الزمخشريُّ وغيرُه في كتابه "ربيع الأبرار" حكايةَ غلمانٍ صبيةٍ من أهل البحرين (المنطقة الشرقية) خرجوا يلعبون بالصوالجة (والصولجان: عصا معقوفةٌ تستخدم مِضْرباً للكرة) فوقعت الكرةُ على صدر أُسْقُفٍ من النصارى، فأخذها ومنعها عنهم، وجعلوا يطلبونها منه فيأبى، فقال غلامٌ منهم: سألتك بحقِّ محمدٍ r إلا رددتها علينا، فأبى، وسبَّ محمداً r، فما أن سمع الأغلمةُ رسولَ الله r يُشتمُ حتى أقبلوا عليه بصوالجهم، فما زالوا يخبطونه ويضربونه حتى مات لعنه الله. فرُفع إلى عمرَ بنِ الخطابِ t، فوالله ما فَرِح بفتحٍ ولا غنيمةٍ كفرحته بقتل الغِلْمانِ لذلك الأُسْقُفِ. وقال: الآن عزَّ الإسلامُ، إن أطفالاً صغاراً شُتِمَ نبيُّهم فغضبوا له وانتصروا. وأهدر دمَ الأُسْقُفِ. عزّ الإسلام إذا كان في الأمة أمثالُ هؤلاء الأطفالِ الأبطال. إنهم لم يتخلَّوا عن مبادئهم وقيمهم حتى وهم في لعبهم ولهوهم.
ثالثاً: مع موقفِ فاسقٍ عربيدٍ سِكِّير:
¥