كل هؤلاء العلماء والأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كلهم لا يعلمون فضيلة المولد حتى تأتي القرون المتأخرة بعد الخمسمائة ويأتي من يحيي ليلة المولد ويقول: إن هذا دين وشرع هل هذا يعقل؟!
هل يمكن لمسلم أن يقول: إن هذا الشيء مشروع، وينسبه إلى دين الله عز وجل وكل هذه القرون المفضلة لم يقع فيها؟!
هما أحد أمرين:
الأول: إما أن المولد من الدين ويقصد به التقرب إلى الله عز وجل والطاعة والله-تعالى- يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}.
والثاني: وإما أن يكون ليس من الدين.
فإن كان من الدين: فهذا نص كتاب الله عز وجل على أنه ما كان يوم عرفة إلا وقد تمم الله شرائع الإسلام وشرائع الدين.
وإن كان ليس من الدين: فلماذا يدافع عنه ويقوم من يشرّعه للناس ويجعله ويوالي فيه ويعادي بل لا يجد أحدًا يتكلم فيه إلا ظن به السوء وأنه لا يحب النبي وأنه ينتقص النبي لماذا هذا؟!
يعني هل هؤلاء المتأخرون الذين قالوا حتى قال بعضهم يقول: إنها بدعة حسنة على أن البدعة فيها حسن وفيها سيء مع أن الله عز وجل ذم على لسان رسول الله كل الحدث في الدين وهو إذا سلم أنه بدعة فأنه لا حسن فيه.
فالشاهد من هذا أن المولد النصوص فيه تدل، لم يدل نص في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على مشروعيته وأنه ينبغي للمسلم أن يتبع الوارد وأن يحيي سنة النبي ب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صيام الاثنين، كيف يليق بالإنسان أن يحرص على شهود المولد وعلى جلوسه وعلى دعوته وقل أن يصوم الاثنين في الأسبوع تأسياً بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي الفريقين أحق بالسُّنة؟!
فنحن نقول: إن هذه الأمور ينبغي تركها وعدم الحماس والدفاع عنها على أنها ثابتة في دين الله وشرع الله وأن من يثبتها يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن من لم يثبتها لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علينا أن نتقي الله عز وجل وأن نبين للناس دين الله وشرع الله بكل أمانة بعيدًا عن العواطف وبعيداً عما اعتاده الإنسان، وعلينا أن نعمل بما في كتاب الله وسنة النبي وإذا قال الإنسان: إن المولد بدعة، فليس معناه أنه لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس معناه - حاشا - أنه يكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والله لو كان المولد هو الدليل على حب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ولا نزكي أنفسنا على الله- لقاتلنا حتى نفعل هذا المولد كما يقاتل المسلم ويجتهد في أداء العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فعندنا مسائل:
المسألة الأولى: كلام العلماء والأئمة من المتقدمين والمتأخرين في أن المولد بدعة وحدث لا غبار عليه والسواد الأعظم من الأمة تكلم على هذه المسألة وكلامهم فيها واضح، والأئمة والمحررون والجهابذة كلهم على أنه لا يشرع إحياء ليلة مولده-عليه الصلاة والسلام-.
ثانياً: أن المولد نفسه مختلف في اليوم الذي ولد فيه- عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت تحديد إلا اسم اليوم وهو الاثنين، وأما الثاني عشر أو التاسع إلى غير ذلك من الأقوال التي قيلت في مولده-عليه الصلاة والسلام-.
ثالثاً: أنه ينبغي أن ينتبه لقضية تشريع هذا الشيء والدفاع عنه ويأتي الإنسان يتكلم في مسألة المولد , ويدافع عنها دفاعاً قد لا يدافعه عن بعض السنن الثابتة المعروفة عن رسول الله ولا ينبغي إشغال الأمة بمثل هذا.
كلام العلماء في هذا واضح، ثم ما الذي يضير إذا كان الشيء يقال له: إنه مولد أنه مباح وأنه غير مباح ما هو الأحوط للأمة وما هو الأفضل؟
أننا نتورع ونتقي هذا إذا سلمنا يعني كمسألة خلافية إذا جئنا ننصح للأمة وأنا أتكلم على البعض الذين يستميتون في الدفاع عن هذه الأشياء وتجد فيما يبلغنا من الانترنت وغيرها من إقامة الدنيا وإقعادها على هذا الأمر وشيء يعني يقرح القلب إذا جاء يوم المولد قامت الدنيا وقعدت، هل المولد مشروع وإلا غير مشروع؟
¥