تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلام العلماء واضح في هذا، بل بلغ في البعض إفراط وتفريط لو أنك جئت وخطبت الجمعة في يوم المولد أو قريب من المولد ولم تخطب عن المولد فعليك ألف علامة استفهام، وإذا العكس إذا جئت وخطبت عن المولد فأنت لا تحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذا زهدت في المولد، حتى إن بعضهم قام من الخطبة-نسأل الله السلامة والعافية- ما هذا ما هذا الذي يجري، ولذلك-نسأل الله السلامة والعافية- يعني وقع الناس في أمور عظيمة لا ترضي الله عز وجل علينا أن نتقي الله عز وجل علينا أن نعيد النظر في اتباع السُّنة والوارد، وما الذي يضيرني إذا كنت أرى المولد وأرى غيري من العلماء يشدد فيه وأرى له وجهاً لماذا لا احتاط للأمة؟

لماذا أقيم الدنيا وأقعدها إلا أن المولد مثل الفريضة، ليس هناك أحد من العلماء قال: إن المولد فريضة حتى يستميت البعض في إحيائه وإثباته وكأن الأمر للإغاظة، حتى إن البعض يفعل المولد ويحرص عليه ليس من باب أنه يفعله قربةً لا , يفعله إغاظة لمن لا يقول به.

هو لو كان مشروعًا وقصد به الأمور هذه إغاظة الغير-نسأل الله السلامة والعافية- قد يكون إثمه أكثر من ثوابه , فأصبحت أمور الدين تكلف وتحمل ما لا تتحمل.

علينا أن نتقي الله في هذه الأمة وعلينا أن نتقي الله عز وجل في توجيهها وعلينا أن نتقي الله عز وجل في جمع شملها وشتاتها على كتاب ربها وقد قال: ((سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)) فعلينا أن نرد الأمة إلى كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن دعا إلى الكتاب والسُّنة فقد صدق وبر في قوله، وليس معنى ذلك أن كل من دعا إلى الكتاب والسُّنة صادق في دعوته بل نقبل هذه الدعوة من العلماء الربانيين والأئمة المهديين الذين عرفوا بعلم الكتاب والسُّنة يعلمون ما هو الكتاب والسُّنة ودلالة الكتاب والسُّنة، فالشاهد أن هذا الفعل ليس له دليل لا في الكتاب ولا في السُّنة، والهدي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعن الخلفاء الراشدين من بعده كلهم على تركه، ويقولون المولد مشروع لأن الله يقول: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يا سبحان الله!! الله-تعالى- قال: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} نسألكم هذا أمر من الله {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} طيب لما أمرهم بالفرح وما فعلوا المولد، أحد أمرين:

الأمر الأول: إما أنهم خالفوا كتاب الله وحاشا.

والأمر الثاني: وإما أنه ليس من الفرح.

فعل المولد أحد أمرين أنتم تقولون إنه مشروع بقوله-تعالى-: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} هذا نص نقول: نؤمن به ولا نكفره ونصدقه ولا نكذبه، إذاً أمر الله عز وجل في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يفرح بنعمته فنطبق ما فرح به النبي وجدنا فرحه-عليه الصلاة والسلام- بنعمة ربه بمولده بالصيام ووجدنا من يقول بالمولد: أن فرحه بالطعام فيجلسون ويسهرون ويأكلون ويحدثون المناسبات والاجتماعات هذا في بعض الصور لكن نحن نقول: انظر كيف يستدل بالشيء وهو دليل عليه ويتكلف في النصوص وهي حجة عليه؟

علينا أن نضع النصوص في نصابها، وإذا قيل إن هذه الآية تدل على مشروعية المولد وتمضي القرون المفضلة والعلماء والأئمة كلهم لا يفقهون لهذه الدلالة فما معنى هذا؟ ما معنى هذا أن تخلو القرون المفضلة كلها من هذه الأدلة التي تسرد ويتكلف في دلالتها على مشروعية المولد؟

ثم بعد ذلك أحد أمرين:

إما أن هؤلاء العلماء - حاشاهم - لا يحسنون الاستدلال وتركوا الدلالة على هذا الأمر العظيم في توقير النبي وحبه كما يقولون.

وإما أن الأمر بخلاف هذا وأننا نلبس على أنفسنا، علينا أن نعيد النظر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير