تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(أكثر ما في الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه).]

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[29 - 01 - 03, 12:48 م]ـ

الحمد لله حق حمده وأوفاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

أوصاني شيخي الفاضل (صالح بن عبد العزيز آل الشيخ) وفقه الله وسدد على الخير خطاه فقال: " إذا أردت ضبط العلم وفهمه فلا بد من معرفة تاريخ العلوم ونشأتها ".

وهذا من الوصايا التي دائما ما ينبه عليها شيخنا _ وفقه الله _، وينبه عليها كثيرا في مجالسه التي يعقدها في بيته، وأذكر أنه نبه عليها بتوسع في تعليقه على الحموية، وغير ذلك.

وهذه نصيحة مهمة ينبغي لطالب العلم النظر إليها والاعتناء بها؛ ذلك أن العلوم قد مرت بمراحل كثيرة، وأثرت فيها مؤثرات، ربما أثرت فيه سلبا أو إيجابا.

ومن المعلوم أن المذاهب الفقهية مرت بمراحل في نشأتها، وصارت المدرسة الواحدة من المذهب تمر بمراحل متعددة، فمذهب بالحنابلة – وهو المذهب المنتشر في قطرنا – مر بثلاث طبقات زمنية – على ما اصطلح عليه المتأخرون منهم -:

الطبقة الأولى: طبقة المتقدمين (241هـ - 403 هـ):

وتبدأ هذه المرحلة من تلامذة الإمام أحمد إلى زمن ابن حامد.

الطبقة الثانية: طبقة المتوسطين (403هـ - 884هـ):

وتبدأ هذه المرحلة من زمن تلاميذ ابن حامد، على رأسهم القاضي أبو يعلي، وهذه المرحلة هي التي كان فيها كثير من أئمة الفقه الحنبلي.

الطبقة الثالثة: طبقة المتأخرين (885 هـ - .... ):

وهذه الطبقة تبدأ بشيخ المذهب في زمانه المرداوي، إلى زماننا هذا.

انظر: المدخل المفصل للشيخ (بكر أبو زيد) حفظه الله (1: 455 – 475).

لكن مما ينبغي ملاحظته أن كل طبقة من الطبقات السابقة مرت بمراحل انتقل فيها المهذب من طور إلى طور في التصحيح والاجتهاد، والمتابعة والتقليد، فمثلا: فالخلال رحمه الله لا يقارن بأي حال مع ابن حامد رحمه الله مع أنهما في طبقة واحدة، وكذاك في الطبقة المتوسطة نجد هناك اختلافا كثيرا في علماء زمانهم، وكذلك في المتأخرين، وهذا يفيدك فائدة دقيقة، وهي أن أكثر المؤلفين في هذه الفترات لا يمثلون جميع الطبقة التي يعيشونها، بل يمثلون اجتهادهم في تصحيح المذهب في الجملة، فتصحيحات المرداوي ليست على كل حال هي المذهب عند المتأخرين، بل العمدة عند المتأخرين على ما في الإقناع والمنتهى، وهكذا دواليك في كل طبقة من الطبقات.

يتبع إن شاء الله.

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[29 - 01 - 03, 12:57 م]ـ

والذي جعلني أطرح هذا الموضوع هو ما ذكره بعض الأخوة في المنتدى _ وفقهم الله _ من أن أصحاب كل إمام قد حققوا كلام إمامهم، وأن ما يذكره المتأخرون منهم هو عين كلام أئمتهم، وهذه الكلية لا شك في أنها غير صحيحة، وكنت خلال دراستي للفقه - ومازلت - أُعنى بتحقيق أقوال الإمام أحمد رحمه الله فيما ينسبه إليه المتأخرون من فقهاء الأصحاب، وما زالت تمر بي المسائل تلو المسائل مما أخطأ فيه المتأخرون في نسبته للإمام أحمد.

فلما قرأت ما كتبه بعض الأخوة ما زلت مترددا في الكتابة والجمع لما مر بي؛ لأنها مسائل منثورة لم أجمعها في بحث، وكنت أحب أن أطرح طرحا يفيد أخوتي في هذا الملتقى؛ لعل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها، ولربما يكون من الأخوة من له أمثلة غير ما ذكرت.

لهذا وغيره أحببت أن أذكر ما يتيسر بي قاصدا ذكر ما يتيسر من الأمثلة لكل نوع من أخطاء المتأخرين، في محاولة للإشارة إلى بعض الأسباب تلك الأخطأء، ولهذا اعتذر إذا كان ما سأذكره فيه من النقص وضعف العبارة ما فيه، إذ إني أكتب من أطرف الذهن، مع شغل البال، وكثرة الأشغال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

(يتبع إن شاء الله .. )

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[29 - 01 - 03, 02:46 م]ـ

ثم اعلم وفقك الله أن العلم بما هو قول أحمد، ومخالفته لما يقرره المتأخرون مذهبا له = يحتاج إلى استقراء، ولهذا فإن من أكثر من بين بطلان ما يروي عن الإمام أحمد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم، وابن رجب، وغيرهم من محقيقي أصحاب أحمد، وأصحاب الاستقراء لنصوصه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (جامع الرسائل 3: 399 –400).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير