تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن المخلوقات الممسوخة تريد أن تتستر بكفرها وراء الأدب والفن فتزعم تارة أننا لم نفهم ما قيل على أنه عمل أدبي فني. هكذا قال المدافعون عن سلمان رشدي في آياته الشيطانية في البلاد الغربية، وهكذا يقول المدافعون عن حيدر حيدر في وليمته لأعشاب البحر. وإن المرء ليعجب إذا كان جماهير الناس، بل خاصتهم لا يفهمون القصص والروايات، فيا ليت شعري ما ذا يفهمون؟ ثم هل يعقل أن يكتب كاتب قصة لا تفهمها الجماهير؟ إذن من الذي سيشتريها، ومن ذا الذي يقرؤها؟

وتزعم أخري بأن الفنان لا يحاكم بالمعايير نفسها التي يحاكم بها سائر عباد الله. أي إنه من حقه ـ وليس من حق السياسي مثلا ـ أن يظهر الكفر ويدعو إلى التهتك مادام يعرض علينا كفره وتهتكه في صورة أدبية أو فنية، ومادام الكلام ليس صادرا منه هو مباشرة وإنما يقال على لسان شخصيات روايته أو قصته. فهنيئا إذن لك فاحش بذيء. إذ ما عليه ـ لكي ينجو من كل محاسبة ـ إلا أن يضع شتمه وبذاءته على لسان شخصية يخترعها، في قصة أو رواية قصيدة يكتبها.

ما ذا يعني هذا؟ أيعني أن الأعمال الفنية إنما هي أشكال لا محتوي لها؟ وأنها إنما يحكم عليها لذلك بشكلها لا بمضمونها؟ هل هذا صحيح؟ هل هذا هو الذي يفعله النقاد في تقويمهم للأعمال الفنية؟ وهل الشكل وحده هو الذي يبتغيه متعاطو هذه الأعمال؟ وهل معنى هذا أنه إذا كان كاتب ذو مواهب فنية رائعة أنه يجوز له أن يكتب قصة فحواها الاستسلام لإسرائيل، وأنه لا يحق للفلسطينيين ولا غيرهم أن يعترضوا على ما فيها لأنها عمل فني؟ أم أن المحتوى الوحيد الذي لا يجوز الاعتراض عليه هو الاستهزاء بدين الله وتنقص أنبياء الله؟

وإذا كان بعض الناس يضعون الجمال الفني فوق الحق وفوق القيم، فما هكذا يرى المسلم المهتدي بكتاب ربه الذي يعلي من قدر الصدق والعدل، ويذم الكذب والجور في شكل جاء هذا أو ذاك. ولهذا حكم على الشعر بمحتواه لا بمجرد شكله.

"والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا."

اهـ

ـ[عمر رحال]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:18 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا يا شيخ وليد.

ـ[أبو غندر]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:12 ص]ـ

كنت أريد أن أقول لك منذ زمن بعيد جزاكم الله خيرا يا شيخنا فقد استفدت منك كثيرا

فجزاكم الله خيرا يا أبا خالد وإني أحبك في الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير