تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أليس هذا الذي نسمعه عن المرابطين في أرض الإسراء؟ يقوله فئة يصدق فيها قول الله تعالى عن المنافقين {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4]، هؤلاء المنافقون قالوا يوم الأحزاب {ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً} أما المؤمنون بالوعد الحق فماذا قالوا {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب: 22]، ذلك قولهم، وأما فعلهم فهو {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]،

يوم نجدد هذه السيرة سيكون النصر أقرب مما نتصور {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]

وليس النصر مقصوراً على النصر في المعارك، فمن صور النصر الثبات على الحق والتمسك به.

أعداؤنا يريدون صرفنا عن ديننا؟ واليوم نرى إقبالا أعظم وأكثر من أبناء أمتنا نحو دينهم.

يريدون أن ينالوا من نبينا وأمتنا؟ واليوم نرى الأمة كلها تعلن النصرة لنبيها وكتاب ربها.

فالنصر آت لا محالة كما وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77]، وقوله {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]، وفي ذلك يقول الرازي: "غلبة الكافر على المسلم ليست بنصر، فإن النصر ما يكون عاقبته سليمة، بدليل أنه لو كانت جولة هزم فيها قوم ثم رجعوا وكروا وانتصروا فإن العاقبة لهم، وهكذا تكون العاقبة للمتقين" ونحن في مطلع هذا العام، ونحن نرى صورا من تسلط اليهود وعدوان النصارى وبغي من لا يقيم قدراً ولا شرفاً لدين الله ولا لحرماته، نحن نرى ذلك فلا يزيدنا إلا يقينا بأن وعد الله حق، ونقول كما قال الصحابة {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]، ونقول للمرجفين كما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

فنحن الأمة المميزة، نحن أمة الكتاب المحفوظ الأخير، نحن أمة النبي الخاتم العظيم، نحن أمة الرسالة الخالدة إلى قيام القيامة، (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) (2) قاله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.


الهوامش:
(1) الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده. رقم الحديث: [2633] والترمذي. رقم الحديث: [3117.
(2) رواه البخاري. رقم الحديث: [827].
المصدر: موقع اسلاميات.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير